المعتقلات المتنوعة في كل من مصر والشام، فلقد أثنى أكابر العلماء على كتب الشيخ أحمد بن تيمية ومصنّفاته، حتى أطلق عليه علماء المسلمين من بعده لقب "شيخ الإسلام"! وأذكر هنا ما وصفه به العلامة (كمال الدين بن الزملكاني) بقوله: "كان إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله! "
ومن الطرائف أيضًا أن (تيميَّة) وهي جدة الشيخ أحمد من أبيه، كانت واعظة عظيمة، فنسبه الناس إليها، أما اسم الشيخ أحمد بن تيمية الكامل فهو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللَّه، تقي الدين أبو العباس النميري العامري الحرّاني، وحرّان هي المدينة التي وُلد فيها الشيخ أحمد بن تيمية، وحرّان هذه شهدت قبل ميلاده بأكثر من ٤٠٠ سنة ميلادَ عالمٍ عظيمٍ من علماء الإسلام، أو لنقل علماء الإنسانية!
فمن هو ذلك العالم الإسلامي الكبير الذي ولد في "حرّان" والذي كان أول إنسان في العالم يحدد عدد أيام السنة الشمسية بدقة بالغة حيرت علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"؟ ولماذا اعتبره مؤرخو الغرب المؤسس الحقيقي لعلم "التفاضل والتكامل"، والمؤسس الحقيقيي لعلم "طب العيون"، والمؤسس الحقيقي لعلم "الهندسة التحليلية"، والمؤسس الحقيقي لعلم "الجبر" وأول إنسانٍ نقل للبشرية مؤلفات (إقليدس) و (أرشميدس) و (بطليموس) و (أبولونيوس) و (أوتوسيوس) و (فيثاغورس)؟ فمن تراه يكون ذلك العالم الإسلامي العظيم الذي كان وبحق موسوعة علمية تمشي على قدمين؟!