" أن نموت شهداء في سبيل اللَّه. . . . خير لنا من الاستسلام للكفرة! "
(عز الدين القسام)
حديثنا الآن عن بطل استثنائي في أمة الإسلام العظيمة، نحن نتحدث عن رجلٍ بأمة، رجلٌ أيقظ اللَّه به روح الجهاد في المسلمين بعد سباتٍ طويل! إننا نتحدث عن مفجر ثورة فلسطين الأولى، إننا نتحدث عن أسد الإسلام، والبطل المقدام، القائد الفذ الهمام، إنه مفجر ثورة القسام. . . . . الشيخ عز الدين القسام.
الحقيقة أن القارئ لتاريخ عظماء أمة الإسلام يجد شيئًا عجيبًا للغاية! فهناك شيء لاحظته من خلال دراسةٍ للتاريخ -أحسب أنها مستفيضة- واطلاع لا بأس به، أن أبطال الإسلام بصفة خاصة ليسوا كغيرهم من أبطال الأمم الأخرى! فلقد حارب البطل اللاتيني (بوليفار) الإمبراطورية الإسبانية، وحارب الثائر الفيتنامي (هو شي منه) الإمبراطورية الأمريكية، وحارب قبلهم القائد القرطاجي (هانيبعل) الإمبراطورية الرومانية، إلا أننا لا نرى بطلًا حارب عدة إمبراطوريات في نفس الوقت إلا في حالة أبطال أمة الإسلام!!! فكما رأينا من خلال هذا الكتاب كيف حارب الصديق الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية في آنٍ واحد، وكيف حارب الخطابي فرنسا وإسبانيا وإنجلترا في نفس الوقت، وكيف حارب سليم الأول الصفويين والبرتغاليين، وكيف حارب صلاح الدين الأيوبي العبيديين الشيعة والصليبيين. . . . والآن جاء الدور على رجل حارب كلًا من: الإمبراطورية الفرنسية، والإمبراطورية البريطانية، والإمبراطورية الإيطالية، والعصابات الصهيونية، في آن واحد!!! فحكمت عليه فرنسا بالإعدام، ولاحقته إيطاليا بسبب دعمه لثورة عمر المختار، وأصبح المطلوب رقم واحد من قبل القوات الإنجليزية، والعدو الرئيسي لإرهابيى عصابات الهاجانا الصهيونية، ليقضي