لغة تمتلك من سحر البيان وجزالة الألفاظ وروعة العبارات ما يسرق الألباب من رؤوس ذويها، وما يخطف القلوب من أولي النُّهى! لغة تمتلك من مقومات العظمة ما يجعلها سيدة لغات الأرض من دون أي منازع، ليس هذا تعصبًا أو تحيزًا، بل هو كلامٌ نابع من إيمان كاتبٍ غاص في بحار هذه اللغة، ليكتشف أعماقها، ويستخرج كنوزها، فيلتقط محارها الدفين، ويرفع عنه الغشاوة، ليجد بداخله اللؤلؤ المكنون يبرق كأنه الشمس في ضياها، فهذه اللغة اختارها اللَّه من بين ٦٥٠٠ لغة حية موجودة على سطح الأرض لتكون لغة أهل الجنّة، ولغة القرآن، الكتاب الوحيد الباقي من وحي السماء المنزل على البشر.
وفي الوقت الذي تفتخر فيه كل أمة بلغتها بالرغم من ضحالتها، نجد أن شباب العرب لا يكادون يفقهون قولا بالعربية، فضلًا عن أن يحسنوا الكتابة بها، فكيف نرجوا النصر وفينا من لا يفرقون بين "الذال" و"الزاي"، والكاف و"القاف"؟ وكيف نرجوا من اللَّه أن ينصرنا وفينا من يكتبون لفظ الجلالة بهذا الشكل:"اللة"؟! وكيف يفلح قومٌ لا يعرفون الفرق بين "الألف المقصورة" و"الياء"؟ وبين "همزة الوصل" و"همزة القطع"؟ وبين "الضاد" و"الظاء"؟ ناهيك عن أولئك الذين يرفعون المنصوب ويجرون المرفوع بشكلٍ يدعو للشفقة والحزن عليهم في كثيرٍ من الأحيان! فواللَّه لن تقوم لهذه الأمة قائمة ونحن ساقطون في الإملاء، فقبل أن يفكر شباب هذه الأمة في الجهاد والتدرب على