عندما بدأت العمل في إعداد كتابي هذا قبل أكثر من سنة من الآن، لم أكن أتوقع أبدًا أن يستغرق إعداد هذا العمل التاريخي أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر على أكبر تقدير، وكان عدد الصفحات المخطط له في حساباتي يتأرجح بين ١٥٠ إلى ٢٠٠ صفحة! وصدِّق أو لا تصدق!. . . . . . لم أكن أعرف عمَّن سأكتب أصلًا!!! اللهم باستثناء بعض العظماء الذين لا يمثلون ثلث أبطال هذا العمل التاريخي! وربما ذكرت سابقًا بين سطور هذا الكتاب أنني لا أملك أي خطة مطلقًا لترتيب أولئك العظماء المائة! والشيء العجيب الذي أدهشني شخصيًا أنني لم أواجه صعوبة تُذكر في رَصِّ أسماء أولئك الأبطال خلف بعضهم البعض، على الرغم من اختلافهم العرقي والزماني والمكاني!!!
والحق أقول. . . . . أنني وبعد أن تعمقت في تاريخ أمة الإسلام، أدركت حجم التقصير المعيب الذي نعانيه، فبعد أن حمل المحدثون في هذه الأمة -جزاهم اللَّه خيرًا- راية الجرح والتعديل للأحاديث النبوية الشريفة، نرى أن صفحات التاريخ الإسلامي ما زالت مطوية بدون تنقيحٍ أو تصحيح، وفعلًا استغل غزاة التاريخ -من المستشرقين وعملائهم- هذه الثغرة التي أهملناها، ليزرعوا الشبهات في أوساط الشباب المسلم، وما هذا الهجوم الذي نراه في الآونة الأخيرة على رموزٍ عظامٍ من أمثال عمرو بن العاص والبخاري بل وحتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلا ثمرة لتقصيرنا نحن بالدرجة الأولى للجانب التاريخي للأمة!
فلقد آن الأوان لنذود عن تاريخ هذه الأمة! فالتاريخ ليس كما يظن البعض مجردٍ قصصٍ وحكاياتٍ، التاريخ هو ذاكرة الأمة، فإذا ضيَّعناه. . . . أصبحنا بلا ذاكرة!. . . . وعندها فقط. . . . نسقط أنا وأنت كالثمرة الفارغة برماح غزاة التاريخ!