للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}

(المخلَّفون الثلاثة)

" ولبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللَّه عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا بينا أنا جالس على الحال التي ذكر اللَّه تعالى، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى من جبل سلع بأعلى صوته، يا كعب بن مالك: أبشر! فخررت ساجدًا"

(كعب بن مالك)

تطرق هذا الكتاب إلى قصة التتار، وفصّل بشكلٍ مطول -نوعًا ما- تاريخَ الأندلس، وشرح قصةَ الفتنة من أول شرارة لها، وكشف الغطاء عن قصة الإسلام الخفية في أمريكا، وقتل موضوع الشيعة الرافضة وخياناتهم من الهند إلى الأندلس بحثًا وتحذيرًا، وحاول بشكلٍ أو بآخر أن يعطي القارئ الكريم فكرة عن دولِ الإسلام المختلفة، من بداية الخلافة الراشدة، وحتى الخلافة العثمانية، مرورًا بالخلافتين الأموية والعباسية، ولكني أعتقد أن أهم قصة وردت في هذا الكتاب هي قصة الإسلام نفسه! والحقيقة أنني أرى أن كثيرًا من أساتذتي المختصين في مجال التاريخ الإسلامي يفوتهم شيءٌ مهمٌ للغاية، فالكثير منهم يعتقد أن تاريخ الإسلام يبدأ مع نزول الروح الأمين جبريل عليه السلام، على الصادق الأمين محمد عليه الصلاة والسلام، وثلة قليلة منهم تبدأ حديثها عن الإسلام من عام الفيل! والحقيقة أن أيًا من الفريقين جزاهمهما اللَّه خيرًا لم يُصب كبد الحقيقة في اجتهاده. فحصر قصة الإسلام لتُبدأ من بداية البعثة النبوية شيءٌ لا يستقيم أبدًا، فتاريخ الإسلام قديم قديم، بقِدم ظهور الإنسان نفسه، فالإسلام كشريعة (مثل الحج مثلًا) بدأ فعلًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن الإسلام كعقيدة (توحيد اللَّه) سبق ظهور رسول اللَّه نفسه، فلقد رأينا أن هناك من العرب من كانوا مسلمين قبل البعثة النبوية، ورأينا بعض النصارى المسلمين (الآريسيين)، ورأينا زوجة فرعون المسلمة،

<<  <   >  >>