للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصحاب الكهف المسلمين، ومؤمني ثمود، وغيرهم الكثيرين من المسلمين الموحدين، فالإسلام هو تاريخُ الإنسانية، وليس تاريخًا في الإنسانية!

وفي ضوء هذا المفهوم الأوسع للإسلام، يصبح من الخطأ بمكان أن نؤرخ لبداية الحروب الصليبية من الـ ٢٧ من نوفمبر سنة ١٠٩٥ م يوم انعقاد مؤتمر "كليرمونت"، فالبداية الحقيقية للحروب الصليبية بدأت في يوم الـ ٢٠ من مايو سنة ٣٢٥ م! وهو اليوم الذي تم فيه عقد مؤتمر "نيقية" الذي أعلن فيه الصليبيون الحرب على المسلمين الموحدين بقيادة القس البطل (آريوس) الذي رفض قرارات المؤتمر!

أما بالنسبة للمسلمين من أمة محمد، فقد بدأت الحرب الصليبية فعليًا من العام السابع للهجرة، وبالتحديد مع رسالة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل، والمفارقة أن أول شهداء الحروب الصليبية في تاريخ أمة محمد كان كبير أساقفة الإمبراطورية الرومانية (صغاطر) رحمه اللَّه تعالى الذي قتله الصليبيون فورَ إسلامه! ثم رأينا كيف دعا رسول الرحمة النصارى بالحسنى والطرق السلمية إلى الإسلام، ليقابله النصارى بقتل رسوله، قبل أن يغدر جيشٌ مكونٌ من ٢٠٠٠٠٠ مقاتل نصراني بسرية إسلامية صغيرة مكونة من ٣٠٠٠ مجاهد لم يذهبوا في الأساس لقتال الرومان. ورأينا كيف استشهد "الفرسان الثلاثة" في ملحمة بطولية نادرة لا تتكرر في التاريخ!

وللقصة بقية. . . . فلقد قرر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منذ تلك اللحظة إعلان حالة الحرب الشاملة على الإمبراطورية الرومانية التي غدرت بالمسلمين، والسائل يتساءل هنا: هل أعلن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الحرب على أكبر إمبراطورية موجودة في العالم آنذاك من أجل ١٢ صحابيًا فقط كانوا قد سقطوا في مؤتة؟ الإجابة: نعم! فأولئك الشهداء لم يكونوا جنودًا يُربطون بالسلاسل كجنود الفرس، ولم يكونوا عبيدًا ملزمين بالتجنيد الإجباري كجنود الروم، بل كانوا محمد بن عبد اللَّه أعظم إنسانٍ خلقه اللَّه في الكون بأسره، فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو أكثر إنسان في الدنيا يقدر معنى الوفاء للصاحب، والصحابة رضوان اللَّه عليهم هم خير البشر بعد الأنبياء منذ بدء الخلق وإلا يوم القيامة، لذلك أعلن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الحرب على أكبر إمبراطورية في الدنيا من أجل ١٢ صحابيًا فقط! وواللَّه ما أعلنت الحرب على علماء الشيعة الرافضة في هذا الكتاب إلى حبًا بمحمدٍ واقتداءً به، فالعيب

<<  <   >  >>