حمل السلاح، عليهم أن يجاهدوا أنفسهم قليلًا ليتدربوا على الكتابة الصحيحة الخالية من الأخطاء الإملائية! فلن يُنشر هذا الدين بين شعوب الأرض بشباب ساقطين في لغتهم الأم من الأساس! ولن تعلو للإسلام راية وأبناء العرب يتربون في أحضان الخادمات الأجنبيات، فتصبح لغة "الأردو" و"الهندي" اللغة الرسمية من منازل العرب! فرسول اللَّه لم يتربى كذلك، فقد بعثه جده (عبد المطلب) إلى بادية "بني ساعدة" ليتربى تربية بدوية أصيلة، فيرضع من (حليمة السعدية) لبنها، ويرضع منها كذلك اللغة الجزلة القوية، فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من عندهم وهو أفصح العرب. فعلموا أولادكم لغة العرب، فهذه اللغة هي جدار الدفاع الأول للإسلام، فإذا ضيَّعناها، ضيَّعنا الإسلام، وإذا أراد أحدكم أن يجاهد في سبيل اللَّه، فليجاهد أولًا نفسه بتعلم قواعد العربية لكي يحسن قراءة القرآن، فتعلم العربية فرض وليس اختيار، أما للذين ملأوا الدنيا صراخًا حبًا في رسول اللَّه، فليسألوا أنفسهم سؤالًا: هل تتقنون لغة رسول اللَّه الذي تدّعون محبته؟ هل إذا قابلتموه ستسلمون عليه بقولكم "هاي" كما تفعلون مع أصحابكم أو "الشلة" كما تسمونهم؟!! هل ستشكرون أبا بكر لما قدّمه للإسلام بقولكم "مرسي"؟ أم هل سيجرأ أحدكم أن يقول للمارد الإسلامي عمر عند وداعه:"باي باي"؟ واللَّه وكأني بابن الخطاب يرفع سيفه ويلحق بأحدنا بعد سماعه تلك الكلمات الأعجمية التي تنم عن هزيمة نفسية مغروسة في أنفسنا! وصدق (الإمام الثعالبي) رحمه اللَّه عندما قال في كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية": "من أحب اللَّه تعالى أحب رسوله ومن أحب رسوله العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها! ". وصدق أيضا الكاتب الأديب الشاعر (مصطفى صادق الرافعي) حينما قال: "ما ذلت لغة شعب إلا ذل! ". وهذه الحقيقة عرفها الغزاة منذ بداية الاستخراب "الاستعمار" في الدول الإسلامية، فمن يراجع الوثائق التي بدأت بها عملية الاحتلال البريطاني لمصر يكتشف أن أول أعمال الاحتلال هو وضع خطة لتحطيم اللغة العربية، يبدو ذلك واضخا في تقرير (لورد دوفرين) عام ١٨٨٢ م حين قال: "إن أمل التقدم الاستعماري ضعيف في مصر، ما دامت العامة تتعلم اللغة العربية الفصيحة! ".
وهناك الكثير الكثير من مثل هذه الاقوال التي تضع محاربة اللغة العربية أولى