زهرة شبابه مطاردًا من قبل جبابرة الأرض، هدف كل واحدٍ منهم القضاء على أسطورة رجلٍ شامي. . . . . يقال له عز الدين القسام!
والبداية تبدأ -كمعظم أبطال أمة الاسلام- من المساجد، ففي بلدة "جبلة" في محافظة "اللاذقية" في سوريا وُلد عزّ الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام في سنة ١٣٠٠ هـ ١٨٨٢ م، ليتعلم القسام في مساجد تلك البلدة الشامية قبل أن يرحل في شبابه إلى مصر حيث درس في الأزهر. وفي سنة ١٩٢٠ م اشترك القسام في قيادة الثورة ضد الفرنسيين في سوريا، عندها حاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه وإكرامه بتوليته القضاء، فرفض القسام ذلك، فكان جزاؤه أن حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام! لينجح القسام بالهرب إلى فلسطين عام ١٩٢١ م، ليقوم بتأسيس خلايا سرية للمقاومة الشعبية الفلسطينية في "حيفا".
وبعد أن نال اليهود وعد بلفور من الإنجليز، أراد بعض الشباب المتحمسين البدء بالقتال، إلا أن الشيخ القسام فضل التريث لإعلان الثورة الكبرى، فالأمور في رأي القسام لا تؤخذ بالعاطفة، وإنما بالإعداد الجيد والمنظم، فقام الشيخ بتعليم أبناء القرى وتدريبهم على السلاح في معسكرات خاصة. وفي ١٥ نوفمبر ١٩٣٥ م أطلق الشيخ عز الدين القسام الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية الكبرى والتي عُرفت في التاريخ باسم "ثورة القسام"، ليقدم المجاهدون الفلسطينيون أروع صور الكفاح والنضال، وليسقط البطل تلو البطل دفاعًا عن أرض فلسطين، حتى أضحى القسام علمًا من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها، قبل أن يستشهد الشيخ المجاهد عز الدين القسام على أرض هذه الأرض المقدسة، أرض أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومهد الأنبياء، أرض فلسطين المقدسة!
وقبل أن ننتقل إلى البطل القادم. . . . . أرى أنه من الضرورة بمكان أن أعرِّج على موضوعٍ هام للغاية، وهو موضوع شبهةٍ ألقيت على الشعب الفلسطيني البطل، واللَّه ما كنت أعلم أن هناك من على وجه الأرض من يرددها حتى سمعتها بأذني، ألا وهي أن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم لليهود! والحقيقة المرة التي اكتشفتها مؤخرًا أن هذه الشبهة الشنيعة منتشرة بشكلٍ مخيف بين أوساط الشباب العربي! ولا أنكر بأنني من