للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجوسية إيران (كالعادة!) بالاعتراف بإسرائيل، فأعلن بن جوريون قيام "حلف الدائرة"، وهو الحلف المحيط بالدول العربية، وكان هذا الحلف مكوَّنًا من تركيا العلمانية في الشمال، وأثيوبيا الصليبية في الجنوب، وإيران المجوسية في الشرق (ملاحظة: كانت العلاقات بين إيران وإسرائيل في عهد الشاه بشكل علني، قبل أن يختار الخميني تحويلها إلى علاقات خفية لكي يتسنى له المتجارة بالقضية الفلسطينية لنشر دين الروافض بين أوساط الشباب المتحمسين، فقد أسقطت القوات العراقية أيام حكم الشهيد صدام حسين رحمه اللَّه طائرة إيرانية في شمال العراق، ليكتشف العراقيون أنها محملة بأطنان من الأسلحة الإسرائيلية، مهداة من حكام تل أبيب إلى الخميني، زاد من صدقية هذا الخبر ما فضحه الإعلام الأمريكي من فضيحة "إيران كونترا" والتي عرفت بـ " Iran gate" . المهم أن أتاتورك مات عام ١٩٣٩ م، بعد أن حذف اسم مصطفى من اسمه الكامل، وأوصى أن لا يُصلّى عليه، وأن لا يدفن على الطريقة الإسلامي! فخلف أتاتورك أتباعًا مخلصين قاموا على نهجه، حتى حدث شيءٌ عجيب غير المعادلة الأتاتوركية رأسًا على عقب!

فكما ذكرنا في البداية أن اللَّه يمعن في إذلال أعدائه، فقد جعل اللَّه قيام الإسلام في تركيا على يد رجلٍ من رفاق أتاتورك نفسه! الغريب أن هذا الرجل ليس له علاقة من قريبٍ أو بعيدٍ بالإسلاميين! ففي سنة ١٩٥٠ م قام رجلٌ من رفاق أتاتورك اسمه (عدنان مندريس) بتأسيس حزبٍ سياسي، أراد به أن يصل إلى الحكم بأي وسيلة ممكنة، فأراد أن يمكر بالمسلمين في القرى التركية النائية باعطائهم بعض الحقوق الدينية مقابل أن يعطوه صوته، الجميل في ذلك أن أول مطلب كان للأتراك المسلمين هو تحويل الأذان من اللغة التركية إلى اللغة العربية! وفعلًا فاز مندريس بالانتخابات التركية العامة، فعمل على إعطاء أهل القرى (وهم أغلبية الشعب) مزيدًا من الحقوق الدينية ليضمن فوزه المتكرر لا غير، فكان له ذلك، فقد استمر في الحكم طيلة ١٠ سنوات متصلة، وكان بإمكانه أن يستمر ١٠ سنوات أخرى، لولا أن الجيش التركي أدرك خطورة هذه اللعبة، فقاموا بالانقلاب عليه وإعدامه سنة ١٩٦٢ م، ومنذ ذلك الحين أسس الجيش (وأغلب قادته من يهود الدونمة) مجلسًا عسكريًا أسموه "مجلس الأمن القومي"، هذا المجلس

<<  <   >  >>