ابن الوليد، لينتصر المسلمون في موقعة اليمامة بقيادة هذا البطل العظيم. (وسترد قصة هذه المعركة الباسلة وقصة حديقة الموت بالتفصيل في ثنايا هذا الكتاب إن شاء اللَّه عند الحديث عن أحد العظماء المائة في أمة الإسلام).
ومن نجد إلى العراق حيث الإمبراطورية الفارسية، يشتبك خالد بن الوليد مع الفرس في ١٥ معركة كانت كلها انتصارات للمسلمين بقيادته، كان من أعظمها معركة "ذات السلاسل" التي ربط فيها الفرس المجوس جنودهم بالسلاسل لكي لا يهربوا خوفًا من مجاهدي العرب، وهناك بالعراق يأسر خالد صبيًا نصرانيًا قبل أن يحرره المسلمون، هذا الصبي أسلم لما رأى سماحة الإسلام وعدله، فتحول من طالب صغير في أحد الكنائس النائية إلى قائد عظيم من قادة الإسلام المجاهدين، المفاجأة الكبرى تكمن في اسم هذا الغلام الذي أسلم بفضل خالد! لقد كان اسمه (نصير)، نصير هذا أنجب ولدًا أصبح فيما بعد واحدًا من أعظم قادة المسلمين عبر التاريخ. . . . موسى ابن نصير!
وبعد "فارس" جاء الدور على "بيزنطة" ليلقنها ابن الوليد درسًا في فنون القتال الإسلامي، فلقد قرر أبو بكر رضي اللَّه عنه وأرضاه أن يرعب الروم النصارى بعد أن أرعب الفرس المجوس بخالد، عندها صرح الصدِّيق التصريح الخطير الذي كان بداية ملحمة عسكرية خالدة:(واللَّه لأنسين الروم وساوسَ الشيطان بخالد بن الوليد!)، ليصل هذا الأمر البكري إلى القائد خالد وهو في العراق، وهناك من بلاد الرافدين يقطع خالد بجيشه صحراء الأنبار القاحلة في عملية عبور خيالية، لتبدأ العمليات القتالية في الجبهة الغربية للقوات الإسلامية المجاهدة.
والحقيقة أن الحديث عن خالد وبطولاته لهو أطول من أن يكتب في عدة صفحات خصصتها لكل عظيم من العظماء المائة، إلا أن قصص خالد بن الوليد رضي اللَّه عنه وأرضاه في مفاوضاته مع (باهان) قائد الروم وبطولاته في "اليرموك" لهي قصص جديرة بالقراءة، أنصح أن يُرجع إليها من موقع قصة الإسلام " www.islamstory.com" التابع للأستاذ الدكتور راغب السرجاني جزاه اللَّه خيرًا والذي كانت أبحاثه التاريخية هي أساس مادة هذه الحروف، بل أساس مادة هذا الكتاب بأسره!