المجوسية من على وجه الأرض بتوفيق من اللَّه، فلا يحتاج العاقل لكثيرٍ من التفكير ليحدد هوية واضع خرافة "مظلومية الزهراء". . . . إنهم الفرس المجوس وأحفادهم من الصفويين الذين دلسّوا بها على الشيعة العرب، ولو علم أولئك العرب أن كلمة "المظلومية" من الأساس لا مكان لها في "لسان العرب" لـ (ابن منظور)، لغيروا رأيهم في تلك القصة التي وضعها الفرس ليثيروا بها الضغينة بين العرب شيعةً وسنة.
والحق أقول أنني لا أستغرب أبدًا ذلك الحقد الصفوي على أبطال المسلمين، فلقد حكم الفرس المجوس شعوبًا وبلدانًا لآلاف السنين، قبل أن يدمرهم خالد بن الوليد ومن معه، ولكنني أعجب من الذين يبتلعون هذه الافتراءات ويصدقونها من المسلمين الموحدين، فبدلًا من أن يكون خالد بن الوليد بطلا من الأبطال يجاهد لنشر دين اللَّه في الأرض، يتحول بفعل كتابات الساقطين والعملاء المستشرقين إلى رجل ليس له دافع في القتال إلّا الجنس، فينكسر بذلك تاريخنا، ونتحول بذلك إلى أمة فاقدة للقدوة، فنكون أمةً سهلة الكسر قبل أن نُسحق تمامًا. . . . . وإلى الأبد!
وقبل أن نعرج على قصة العظيم القادم في أمة الإسلام العظيمة لا بد من ذكر أهم انتصار في سجل هذا القائد العظيم، ألا وهو انتصاره على نفسه يوم أن عزله عمر ابن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، فقد خاف الفاروق أن يفتتن المسلمون بخالد لكثرة انتصاراته فيعتقد المسلمون بذلك أن النصر من عند خالد وليس من عند الرب الخالد! ليتقبل خالد ابن الوليد ذلك القرار العمري بكل رحابة صدر، فيتحول بذلك إلى جندي بسيط في جيش الإسلام، بعد أن أدرك خالدٌ أن المهم أن تظل الراية مرفوعة دائمًا بغض النظر عمَّن يرفعها!
ولكن من ذلك الرجل الذي أصبح قائدًا عامًا للقوات الإسلامية في جيش يضم رجلًا عظيمًا مثل خالد بن الوليد ومائة رجل من البدريين؟ وما هي حكايته العجيبة التي خلدها اللَّه بالقرآن من فوق سبع سماوات؟ ولماذا أصبح هذا الرجل أمين هذه الأمة؟