موافق لما في كتبهم.
ولما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش: أيعجز عشرةٌ
منكم عن واحد من هؤلاء التسعة عشر أن يبطشوا به، فنزلت الآية.
ومعناها أنهم ملائكة لا طاقةَ لكم بهم.
ورُوِي أن الواحد منهم يرمي بالجبل على الكفار، فجعل الله هذا العدد لفِتْنَةِ الكفَّار ولئلا يشكّ المؤمنون والذين أوتوا الكتاب.
فإن قلت: كيف نفى عنهم الشكّ بعد أن وصفهم باليقين، والمعنى واحد
فهو تكرار؟
فالجواب: أنه لما وصفهم باليقين نفَى عنهم أن يشكّوا فيما يستقبل بعد يقينهم الحاصل الآن، فكأنه وصفهم باليقين في الحال والاستقبال.
وقال الزمخشري: ذلك مبالغة وتأكيد.
(ليَقولَ الَّذِين في قلوبهم مَرَض) : المرض عبارة عن الشكّ، وأكثر ما يُطلق الذين في قلوبهم مرض على المنافقين، كقوله: (في قلوبهم مَرَضٌ) .
فإن قلت: هذه السورة مكيّة، ولم يكن حينئذ منافقون بالمدينة؟
فالجواب من وجههين:
أحدهما أن معناه يقول المنافقون إذا حدّثوا، ففيه إخبار بالغيب.
والآخر أن يريد من كان بمكة من أهل الشك، وقولهم: (ماذا أرادَ اللَهُ بهذا مَثَلاً) ، فهو استبعاد لأن يكون هذا من عند الله.
(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) .
فيه توقيف يراد به تعظيم ذلك اليوم، ثم بينه بقوله: (وما أدْرَاك ما يَوْم الفَصْلِ) .
(اللام) : على أربعة أقسام: جارّة، وناصبة، وجازمة، ومهملة غير عاملة.
فالجارةُ مكسورة مع الظاهر، وأما قراءة بعضهم: الحمد لله، فالضمة عارضة
للاتباع، مفتوحة مع المضمر إلا الياء.
ولها معان:
الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، نحو: (الحمد لله) .