للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: عاطفة إذا تلاها مُفرد، وهي أيضاً للاستدراك، نحو: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ) النساء: ١١٦٦.

(لكنِ الرسولُ) .

(لكنِ الذين اتَقوْا ربَّهم) .

ويأتي لدي، ولدن، عند حرف العين في (عند) .

(لَعلَّ) حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر.

وله معان، أشهرها التوقع، وهي

الترجي في المحبوب، نحو: (لعَلَّكم تفْلحون) .

والإشفاق في المكروه، نحو: (لعلّ الساعةَ قَرِيب) .

وذكر التَّنوخي أنها تفيد توكيد ذلك.

الثاني: التعليل، وخرّج عليه: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤) .

الثالث: الاستفهام، وخرّج عليه: (لا تدْرِي لعلَّ اللهَ يحْدِث بَعْدَ ذلك

أمْراً) .

(وما يُدْرِيكَ لعلهُ يزَّكى) ؛ ولذا علق (يدري) .

قال في البرهان: وحكى البغوي عن الواقدي أن جميع ما في القرآن من

(لعلَّ) فإنها للتعليل، إلا قوله تعالى: (لعلكم تَخْلُدون) .

قال: وكونها للتشبيه غريب لم يذكره النحاة، ووقع في صحيح البخاري في قوله: (لعلكم تَخْلُدون) - أن لعل للتشبيه.

وذكر غيره أنها للرجاء المحض، وهو بالنسبة إليهم.

قلت: أخرج ابن أبي حاتم من طريق السديّ عن أبي مالك، قال: (لعلكم)

في القرآن بمعنى (كي) ، غير آية في الشعراء: (لعلكم تخْلُدون) ، بمعنى كأنكم تَخْلُدون.

وأخرج عن قتادة قال: كان في بعض القراءة: "وتَتخِذونَ مصانعَ كأنكم

خالدون".

<<  <  ج: ص:  >  >>