بالبِرّ واجب، وإن كان الإنسان ناسياً لنفسه وأمره لغيره بالبر كيف يضاعف
معصية نسيان النفس، ولا يأتي الخير بالشر.
قال في عروس الأفراح: ويجاب بأن فعل المعصية مع النهي عنها أفحش.
لأ بها تجعل حال الإنسان كالتناقض، وتجعل القول كالمخالف للفعل، ولذلك
كانت المعصية مع العلم أفحش منها مع الجهل.
قال: ولكن الجواب على أن الطاعة الصرفة كيف تضاعف المعصية المقارنة لها مع جنسها، فيه دقَّة.
[فصل]
من أقسام الإنشَاء الأمْرُ
وهو طلب فعل غير كفّ، وصيغته افعَلْ وليِفْعل.
وهي حقيقة في الإيجاب، نحو: (أقيموا الصلاة) (فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ) .
وترد مجازاً لمعان أخر، منها:
الندب: نحو: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) .
والإباحة، نحو: (فكاتِبوهم) .
نصّ الشافعيّ على أن الأمر فيه للإباحة.
ومنه: (وإذا حلَلْتمْ فاصطَادوا) .
والدعاء من السافل للعالي، نحو: (رَبِّ اغْفِرْ لي) .
والتهديد، نحو: (اعْمَلُوا ما شِئْتم) ، إذ ليس المرادُ الأمر بكل عمل شاءوا.
والإهانة، نحو: (ذقْ إنكَ أنْتَ العزير الكريم) .
والتسخير، أي التذليل، نحو: (كونوا قِردةً) .
وعبَّر به عن نَقْلهم من حالة إلى حالة إذلالاً لهم، فهو أخص من الإهانة.
والتعجيز، نحو: (فأتُوا بسورة منْ مِثْله) .
إذ ليس المراد طلب ذلك منهم، بل إظهار عجزهم.