فالجواب أن ما استكانوا عند العذاب الذي أصابهم، وما يتضرعون حتى يفتح
عليهم بابَ عذاب شديد، فَنْفى الاستكانة فيما مضى ونفي التضرع في الحال
والاستقبال.
(ما تَشْكرون) :
ما زائدة، وقليلاً: صفة لمصدر محذوف، تقديره شكراً قليلاً تشكرون، وذكر السمع والأبصار والأفئدة وهي القلوب، لعظيم المنافع التي فيها، فيجب شكر خالقها، ومِنْ شُكره توحيدُه واتباعُ رسوله عليه السلام، ففي ذكرها تعديد نعمه.
(ما قَال الأوَّلون) :
أي قالت قريش مثل قول الأمم المتقدمة، ثم فَسّر قولهم بإنكارهم للبعث بقولهم:(لقد وُعِدْنَا نحن وآباؤنا) .
(مَنْ فيها) :
الضمير يعود على الأرض المتقدمة الذِّكر، وأمر الله في هذه الآية رسولَه أن يوقفهم على أمورٍ لا يمكنهم إلا الإقرار بها، وإذا أقَرّوا بها لزمهم توحيدُ خالقها والإيمان بالدار الآخرة.
(مَلَكوتُ) :
مصدر في بنائه مبالغة، وقد قدمنا أنه الملك بلسان القبط.
(ما مَلَكَتْ أيْمانُهنَ) :
دخل في ذلك الإماء المسلمات والكتابيات.
وأما العبيد ففيهم ثلاثة أقوال: مَنْعُهم لرؤية سيدتهم، وهو قول
الشافعي.
والجَوَاز، وهو قول ابن عباس وعائشة.
والجواز بشرط أن يكون العبْد وَغْداً، وهو مذهب مالك.
(مثَلاً مِنَ الذين خَلَوْا مِنْ قبلكم) :
يعني ضرب لكم الأمثال بمَنْ كان قبلكم في تحريم الزنى، لأنه حرام في كل مِلّة، أو في براءة عائشة كما برّأ يوسف ومريم.