ويحتمل أن يريد بالعمَى في الآخرة عمى البصر، كقوله: (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) .
وإنما جعل الأعمى في الآخرة أضلّ سبيلاً، لأنه حينئذٍ لا ينفعه الاهتداء.
ويجوز في العمى الثاني أن يكون صفة كالأول، وأن يكون من أفعل التي للتفضيل، وهذا أقوى لقوله: (وأضلُّ سبيلا) ، فعطف أضلّ الذي هو أفعل من كذا على ما هو شبيهه.
وقال سيبويه: لا يجوز أن يقال هو أعمى من كذا، ولكن إنما يمتنع ذلك في
عمى البصر لا عمى القلب.
(ما أُوتيتمْ من العِلْمِ إلا قَليلا) :
خطاب عام لجميع الناس، لأن عِلْمَهم قليل بالنظر إلى علم الله.
وقيل خطاب لليهود خاصة.
والأول أرجح، لأن فيه إشارة إلى أنهم لا يصلون إلى العلم بالروح.
(ما منع الناسَ أنْ يُؤمنوا) .:
يعني أنه ما منع الناس من الإيمان إلا إنكارهم لبعث الرسول من البشر.
وقد قدمنا معارضة هذه الآية للتي بعدها في سورة الكهف.
(ماكِثينَ فيه أبداً) .
أي دائمين، وانتصابه على الحال من الضمير في (لهم) .
(ما لَهمْ بهِ مِنْ عِلْم) :
الضمير عائد على قولهم: (اتخذ الله ولَداً) .
(ما على الأرضِ زِينةً لَها) :
يعني ما يصلح للتزيّن، كالملابس، والمطاعم، والأ/شجار، والأنهار، وغير ذلك.
(ما يعْبدونَ إلاَّ الله) :
عطف على المفعول في " اعتزلتموهم "، أي تركتموهم وتركتم ما يعبدون من دون الله.
وهذا الاستثناء متصل إن كان قومهم يعبدون الله ويعبدون معه غيره.
ومنقطع إن كانوا لا يعبدون الله.