فإن قلت: قد قال في سورة لقمان: (وفِصَاله في عامين) ، وفي الأحقاف: (وفِصَالهُ ثلاثون شَهْراً) ؟
فالجواب أنَّ ما في لقمان مدة رضاعه، وفي الأحقاف حَمْلُه وفصاله ثلاثون
شهراً.
وهذا لا يكون إلا بأن ينقص من أحد الطرفين، وذلك إما أنْ تكون
مدة الحمل ستة أشهر، ومدة الرضاع حَوْلين كاملين، أو تكون مدة الحمل تسعة أشهر، ومدة الرضاع حولين غير ثلاثة أشهر.
ومن هذا أخذ عليٌّ بن أبي طالب مدةَ الحمل ستة أشهر.
(فِتْنة) :
وردت على أوجه: الشرك: (والفِتْنَة أشَدّ من القَتْل) ، (حتى لا تكونَ فِتْنَة) .
والضلال: (ابتغَاء الفِتْنَة) .
والقَتْل: (أنْ يَفْتِنَكم الذين كفَروا) .
والصدُّ: (واحْذَرْهم أنْ يَفْتِنوك) .
والضلالة: (ومَنْ يُرِدِ الله فِتْنَتَه) .
والمعذرة: (ثم لم تكن فتْنَتهم) .
والقضاء: (إن هي إلا فِتْنَتك) .
والضلالة: (ألاَ في الفتْنَةِ سقَطوا) .
والمرض: (يُفتنون في كل عام) .
والعبرة: (لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً) .
والعقوبة: (أن تصيبهم فتنة) .
والاختبار: (ولقد فتَنَّا الذين مِنْ قبلهم) .
والعذاب: (جعل فِتنَةَ الناس كعذابِ الله) .
والإحراق: (يوم همْ على النار يُفْتَنون) .
والجنون: (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) .
***
[(فرعون) :]
قد قدمنا أن اسْمَه الوليد بن مصعب.
وقيل إن كلّ مَنْ ملك مصر يسمى فرعوناً، كما يقال تبَّع لكل من ملك اليمن، أي يتبع صاحبه كالخليفة يخلف غيره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد، قال: كان فرعون فارسياً من أهل
إصطخر.