(فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ) :
أي المغلوبون في الكيد.
ويعني مَنْ تقدم الكلام عليهم وهم قريش، فوضع الظاهر موضع المضمر.
(فبأيِّ آلاءَ رَبِّكَ تتَمارى) :
هذه مخاطبة الإنسان على الإطلاق، يعني بأي نِعَمِ ربك تشكّ، وقد منّ عليكَ، وجعل رَحِمَ أمِّكَ سكنَك، والأرضَ مِهادك، والشمسَ سِرَاجك، والإسلام خلقتك، ومحمد نبيك، والكعبة قِبْلتك، والجنةَ منزلك، والنارَ سِجْن أعدائك، والملائكة خدامك، والشيطانَ حِبَالَ عِصْيانك، والعقل والفَهْم والانتباه خصالك، فما لك أعرضْتَ عنا وتركت الالتفات إلينا! أهكذا معاملتك معنا! بئس العبد، لنعم الرب.
(فما تغْنِ النّذر) ، بمعنى الاستبعاد والإنكار.
(فتَوَلَّ عنهم) : لعلمك أن الإنذار لا ينفعهم، وأمره بالإعراض عنهم لمّا لم يَقْبَلوا كلامَه.
وفيه إشارة إلى أن مَنْ لم يقبل الإنذارَ يُعرض الله عنه، وإذا أعرض عنك أيها الأخ كيف يكون حالك؟!
(فكذبوا عَبْدَنا) ، يعني محمداً عبدنا، فما أشرفها من إضافة
لأنه قرنه بنون العظمة.
(فكيف كان عَذَابي ونذُر) :
توقيف فيه تذكير لقريش.
والنّذُر: جمع نذير.
(فتعَاطى فَعَقَر) ، أي اجْتَرأ على أمرٍ عظيم، وهو عَقْر الناقة.
وقيل: تعاطي السيف.
(فبأَيِّ آلاءِ رَبِّكما تكذِّبَان) وما بعدها،:
الآلاء: هي النعم، واحدها إلَى على وَزْن فعًى.
وقيل ألاً على وزن فعاً، وقيل غَيْر هذا.
والخطاب للثَّقَلين: الإنس والجن، بدليل قوله: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١) .
وروي أنه لما قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآيات سكت أصحابه، فقال: