(هَذه أبداً) :
هو قَوْلُ الوليد بن المغيرة، وأنكر بقوله أنْ يكونَ الله تفضَّل عليه.
وهذا إنكار للبعث، لقوله بعده: (وما أظنّ الساعةَ قائمة) .
ومعناه إن بعثت على زعمكم فلي الجنة، وهذا تَخَرّص
وتكبر من الوليد.
(هذه الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) :
هذا من قول فرعون، ويعني بالأنهار الخلجان الكبار الخارجة من تحت النيل، وكانت تجري تحت قصوره.
وقد قدمنا أنها أنهار الإسكندرية ودمياط وتنيس، وطولون.
(هذا إِفْكٌ قَدِيم) :
هذا من قول مَنْ لم يَهْتَدِ بالقرآن، ووصفوه بالقِدَم لأنه قد قيل قديماً.
فإن قلت: كيف عَمِل (فسيقُولون) في (إذ) وهي للماضي، والعامل
مستقبل؟
فالجواب أنَّ العامل في إذ محذوف تقديره إذ لم يهتدوا به من عنادهم
فسيقولون، قال ذلك الزمخشري.
ويظهر لي أنَّ إذْ هنا بمعنى التعليل في القرآن وفي كلام العرب، ومنه: (ولن يَنْفَعكم اليومَ إذْ ظَلمتم) .
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) :
خاطب بها المنافقين المذكورين، وخرج من الغيبة إلى الخطاب، ليكون أَبلغ في التوبيخ، ومعناها هل يُتَوقَّع منكم إلا فساد في الأرض، وقَطْعُ
الأرحام.
(إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) ، أي صرتم ولاةً على الناس، وصار الأمْر لكم، وعلى هذا
قيل: إنها نزلت في بني أمية.
وقيل معناه: أعرضتم عن الإسلام.
(ها أنتم هؤلاء) :
منصوب على التخصيص، أَو منادى: ناداهم إلى الإيمان بالله والإنفاق في سبيله.
(هذَا ما لدَيَّ عَتِيد) :
قد قدمنا أنه مِنْ قول القَرِين، ومعناه هذا الإنسان حاضر لدي قد أَعْتَدْتُه ويسَّرْته لجهنم.