لفظ إلى كبر واستخفاف بالدين، لقوله: (ليضِلَّ عن سبيل الله ... ) الآية.
وأن المراد شخص معيّن لوصفه بعد ذلك بجملة أوْصاف.
(ليلةٍ مبَاركة) ، يعني ليلة القَدْرِ من رمضان.
وكيفية إنزال هذا القرآن العظيم فيها أنه أنزل إلى السماء جملة واحدة، ثم نزل به جبريل مفَرَّقاً في عشرين سنة، أَو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، على حسب الخلاف في مدة إقامته - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد البعثة، قال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦) .
وأخرج الحاكم وابن أبي شيبة من طريق حسان بن حُريث عن سعيد بن
جبَيْر، عن ابن عباس، قال: فصِلَ القرآن من الذكر، فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم.
أسانيدها كلها صحيحة.
وأخرج الطبراني من وجْهٍ آخر عن ابن عباس، قال: أنْزِل القرآن في ليْلة
القَدْرِ في شهر رمضان إلى السماء الدنيا جملةً واحدة، ثم أنزل نجوماً.
إسناده لا بَأْسَ به.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق السدّي عن محمد
ابن أبي المجالد، عن مِقْسم، عن ابن عباس - أنه سأله ابن عطية الأسود، فقال: وقع في قلبي الشك! قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزِل فيه القرآن) وقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) .
وهذا نزّل في شوّال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة
والمحرّم وصفر وشهر ربيع، فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان في ليلة القَدْر جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم، رَسَلاً في الشهور والأيام.
قال أبو شامة: قوله: رسلا، أي رِفقاً، وعلى مواقع النجوم، أي على مثل
مساقطها، يريد أنزل مفَرَّقاً يَتْلو بعضه بعضاً على تؤدة ورفق.
وقيل: يعني بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان، وذلك باطل، للآية:
(إنا أنزلناه ... ) .
وقوله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) .