وسيأتي الكلام في أدوات التأكيد ومعانيها ومواقعها في حروف المعجم.
[فائدة]
إذا اجتمعت إنَّ واللام كان بمنزلة تكرير الجملة ثلاثَ مرات، لأن إنَّ
أفادت التكرير مرتين، فإذا دخلت اللام صارت ثلاثاً.
وعن الكسائي أن اللام لتوكيد الخبر، وإنَّ لتوكيد الاسم، وفيه تجوز، لأن
التوكيد للنسبة، لا للاسم ولا للخبر، وكذلك نون التوكيد الشديدة بمنزلة
تكرير الفعل ثلاثاً، والخفيفة بمنزلة تكريره مرتين.
وقال سيبويه - في نحو: " يا أيها ": الألف والهاء لحقت " أيّا " توكيداً.
فكأنك كررت " يا " مرتين، وصار الاسم تنبيهاً.
هذا كلامه، وتبعه الزمخشري.
[فائدة]
قوله تعالى: (وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) .
قال الجرجاني في نظم القرآن: ليست اللام فيه للتأكيد، فإنه منكر.
فكيف يحقق ما ينكر، وإنما قاله حكاية لكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادر منه بأداة التأكيد، فحكاه، فنزلت الآية على ذلك.
[النوع الثاني: دخول الأحرف الزائدة]
قال ابن جني: كل حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام إعادة الجملة
مرة أخرى.
وقال الزمخشري في كشافه القديم: الباء في خبر ما وليس لتأكيد النفي، كما
أن اللام لتأكيد الايجاب.
وسئل بعضهم عن التأكيد بالحرف وما معناه إذ إسقاطه لا يخل بالمعنى.
فقال: هذا يعرفه أهل الطباع، يجدون من زيادة الحرف معنًى لا يجدونه بإسقاطه.
قال: ونظيره العارف بوزن الشعر طبعا إذا تغيّر عليه البيت بنقص أنكره،