(مَرْجَان) : صغار اللؤلؤ عند بعضهم.
قال ابن عطية:المرجان حَجر أحمر.
وذكر الجواليقي عن بعض أئمة اللغة أنه أعجمي.
فإن قلت: لا يخرج المرجان إلا من البحر الملح، فما معنى قوله تعالى:
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا) ، وكذلك قوله: (وتستخرجون حلية تلبسونها) .
وهي لا تخرج إلا من البحر الملح؟
والجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: إن ذلك تجوّز في العبارة، كما قال: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) ، والرسل إنما هي من الإنس.
والثاني: أن المرجان إنما يوجد في البحر الملح، حيث تنصبّ أنهار الماء
العذب، وينزل المطر، فلما كانت الأنهار والمطر وهي البحر العذب تنصبّ في البحر الملح كان الإخراج منهما جميعاً.
الثالث: زعم قوم أنه قد يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان من الملح والعذب.
وهذا قول يبطله الحسّ.
(مَنْ عليها فَانٍ) :
الضمير للأرض، يدلُّ على ذلك سياق الكلام وإن لم يتقدم لها ذكر، ويعني بمن عليها بني آدم وغيرهم من الحيوان، ولكنه غلب العقلاء.
(مَقْصورَاتٌ في الخِيَام) :
أي محجوبات، لأن النساء يمْدَحن بملازمة البيوت ويذممن بكثرة الخروج منها، ولا تقام الخيام من الخشب والحشيش، وإنما هو لؤلؤ مجوَّف فلا الديار الديار، ولا الخيام الخيام.
وفي الحديث: إن جبريل ينغمس كلّ يوم في عين الحياة، وينتفض، فكلما سقطت قطرة من ريشه سقطت منه حوراء عليها خيمة لؤلؤ لا يراها ملك ولا غيره، غيرة منه سبحانه على وليّه المطيع له أنْ يَرَاها غيره، فكيف لنا بالوصول إلى هذا النعيم المقيم، وأكبر من هذا التلذذ برؤية المولى العظيم - إلا باطِّراح أنفسنا بين