للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(رَبَّانِيِّين) : جمع ربانيّ، وهو العالم.

وقيل الذي يربّ الناس بصغار العلم قبل كبره.

قال الجواليقي: قال أبو عبيدة: العرب لا تعرف الربانيين، وإنما يعرفها

الفقهاء وأهل العلم.

قال: وأحسب الكلمة ليست بعربية، وإنما هي عبرانية أو سريانية.

وجزم أبو القاسم بأنها سريانية.

قال محمد ابن الحنفية حين مات ابن عباس: اليوم مات ربانيّ هذه الأمة.

وقال أبو العباس ثعلب: إنما قيل للفقهاء

ربّانيّون، لأنهم يربّون العلم، أي يقومون به.

(رَابِطوا) : أقيموا في الثّغُورِ مُرَابطين، واربطوا

خَيْلَكم مستعدين للجهاد.

وقيل: هو مرابطة العبْد فيما بينه وبين الله تعالى، أي معاهدته على فعل

الطاعات وترك المعصية.

والأول أظهر وأشهر، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رِبَاط

يَوْمٍ في سبيل الله خَيْرٌ من صيام شهرٍ وقيامه ".

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في انتظار الصلاة: فذلكم الرِّباط - فهو تشبيه بالرباط في سبيل الله لِعظَم أجْره.

والمرابط عند الفقهاء: هو الذي يسكن الثغور ليرَابط فيها، وهي غَيْر موطنه.

وأما سكناها دائماً للمعاش فليسوا بمرابطين، ولكنهم حماة.

حكاه ابن عطية.

وقال غيره: إذا سكن بأهْلِه بقَصْد إعفافه وقيامها بشؤونه فيعد منهم.

وفضل الله أوْسع.

(ربُّكم) : أي مرَبّيكم بالنعم.

قال الطيبي بعد كلام نَقَله: الفرق بين قوله اعبدوا الله - وبين قوله: اعبدوا ربكم - أن في الثاني إيجاب العبادة بواسطة

النعمة التي بها قوامهم، وفي: اعبدوا إيجاب عبادته لمراعاته عز وجل من غير

واسطة، فحيث ذكر الناس بقوله: (يا أيها الناس) ذكر الربوبية، كقوله:

يا أيها الناس اتَّقوا ربكم.

وحيث ذكر الإيمان، بقوله: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله.

(رَقِيباً) ، أي حافظا، وهو من أسماء الله.

وإذا تحقَّقَ العَبْد بهذا الاسم العظيم وأمثاله استفاد مقام المراقبة، وهو مقام شَرِيف، أصله علم

<<  <  ج: ص:  >  >>