وقراءة الجماعة بالنصب بإضمار فعل، مشاكلة للسؤال، على أن يكون: (ماذا ينفقون) مركباً مفعولاً بـ (ينفقون) .
وقرأ أبو عمرو بالرفع بالابتداء مشاكلة للسؤال
على أن يكون ما مبتدأ وذا خبره.
[(عفا) :]
له أربعة معان: عفا عن الذنب، أي صفح عنه.
وعفا أسقط حقّه، ومنه: (إلا أن يعْفون أو يَعفو الذي بيده عقْدة النكاح) .
وعفا القوم: كثروا، ومنه: (حتى عَفَوْا) .
وعفا المنزل درس.
(عنَت) : زنا.
ومنه: (لمنْ خَشِي العنَتَ منكم) .
وأما قوله تعالى: (لأعْنتكم) ، فمعناه لضيَّق عليكم
بالمنع من مخالطتهم.
ابن عباس: لأهلككم بما سبق من أكلكم لأموال اليتامى.
(عَوَان) : متوسطة بين ما ذكر، ولذلك قال " ذلك "، مع
أن الإشارة إلى شيئين.
(عَهدْنا إلى إبراهيم) :
العهد له معان: بمعنى اليقين:
(وأوْفوا بعَهْدِ الله) ، ألا ترى قوله: (وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) .
ويقال عليَّ عهد الله، أي اليمين باللهِ.
وبمعنى الأمان، قال تعالى: (فأتِمُّوا إليهم عَهدهمْ إلى مدّتهم) .
وبمعنى الوحي: (إنّ اللَهَ عَهد إلينا) .
وبمعنى الوعد: (قل أتَّخذْتم عند الله عَهْداً) .
وبمعنى الميثاق: (لا ينال عَهْدي الظالمين) ، أي ما وعدناكَ به لا ينال الظالمين من ذريتك.
والوعد من الله ميثاق.
وبمعنى المحافظة، ومنه الحديث: حسن العَهد من الإيمان.
وبمعنى الزمان، يقال: كان ذلك على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى عهد إبراهيم وموسى وعيسى.
وبمعنى الوصية كهذه الآية، وكقوله: (ولقد عَهدْنا إلى آدم من قَبْل) ، أي وصيناه ألا يأكل من الشجرة، فنَسِيَ العهد الذي عهدناه، وأكل منها، فآدئم دخل الجنَّة بعهده، وخرج.