والصواعق على هذا حقيقة، وهي التي تكون مع المطر من شدة الرعد ونزول قطعة نار، والموت أيضاً حقيقة.
وقيل: إنه راجع إلى المنافقين على وَجْه التشبيه لهم في خوفهم، بمن جعل
أصابعَه في آذانه من شدة الخوف من المطر والرعد.
فإن قيل: لم قال أصابعهم ولم يقل أناملهم، والأنامل هي التي تجعل في
الأذن؟
فالجواب أن ذكر الأصابع أبْلغ، لأنها أعظم من الأنامل، ولذلك جمعها مع
أن الذي يجعل في الأذن السبابة خاصة.
(صابئين) : خارجين من دِين إلى دين.
يقال: صَبَأ فلان إذا خرج من دِينه إلى دِين آخر، وصبأت النجوم خرجت من مطالعها، وصبأ نَابه: خرج.
قال قتادة: الأديان ستة، واحد للرحمن، وخمسة للشيطان.
الصابئون يعبدون الملائكة، ويُصَلّون إلى القبلة، ويقرأون الزّبور.
والمجوس يعبدون الشمس والقمر.
والذين أشركوا يعبدون الأوثان.
واليهود والنصارى معلوم دينهما.
(صَفْراء) :
من الصفرة المعروفة، ومنه: (جِمَالات صفْر) .
وقيل سودا. وهو بعيد.
والظاهر صفراء كلها.
وقيل: القَرْن والظّلْف فقط، وهو بعيد.
(الصَّفا والْمَرْوَة) :
جبلان صغيران بمكلة السعْيُ بينهما
واجبٌ عند مالك والشافعي رضي الله عنهما.
فإن قلت: لم جيء في الآية بلفظ يقتضي الإباحة، وهو قوله: (فلا جُنَاحَ
عليه أن يطَّوَّفَ بهما) ؟
والجواب أن بعض الصحابة امتنعوا من السعي بينهما، لأنه كان في الجاهلية