واختلف العلماء في ذلك، فحمل مالك والشافعي الإطعام على ما قبله، ورأى أنه لا يكون إلا قبل المسيس، وجعل ذلك من المطلق الذي يحْمَل على المقيد.
وقال أبو حنيفة: يجوز للمظاهر إذا كان من أهل الإطعام أن يطَأ قبل الكفَّارة، لأنَّ الله لم ينص في الإطعام أنه قبل المسِيس.
(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) :
أمّا إخرابُ المؤمنين فهو هَدْم أسوارِ ألحصون ليدخلوها، وأسند ذلك إلى الكفار في قوله: (يُخْرِبُونَ) ، لأنه كان بسبب كفرهم وغَدْرِهم، وأما إخرابُ الكفار لبيوتهم فلثلاثةِ مقاصد:
أحدها حاجتهم إلى الخشب والحجارة ليسدّوا بها أفواهَ الأزقّة
ويحصِّنوا ما أخْرَبه المسلمون من الأسوار، والآخر ليحملوا معهم ما أعجبهم من الخشب والسَّواري وغير ذلك.
والثالث ألاَّ تَبقى مساكنهم مبنيّة للمسلمين، فهدَموها شُحًّا عليها.
(يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ) :
بالقتل والفيء والأسْرِ وغيرها.
(يثْقَفوكم) .:
يظفروا بكم.
(يَنْهَاكُم اللَّهُ عن الذين قاتَلوكم في الدين) :
هم كفار قريش، والآية في النهي عن الإحسان إليهم والتحبّب إليهم.
وأما مَنْ لم يقاتل فقد قدمنا في حرف اللام أنَّ الله رَخَّص للمسلمين في صلتهم.
وقد صحَّ أن أسماء بنت أبي بكر قالت: يا رسولَ الله، إنَّ أُمِّي قدمَتْ عليَّ وهي مشركة أفأصلها؟
قال: صِلِي أُمَّك.
(يَئِسُوا من الآخِرَة) .
أي من خيرها والسعادة فيها.
(يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدِّقا) .
هذا القول من عيسى عليه السلام تعريضٌ لهم واستدعاء لهم أن يتديَّنوا بدينه، وأن يصدفوا بما صدَّقَ به.
(ومصدقاً) حال مؤكدة، (ومبشراً) ، عطف عليه.
والمعنى أرسلتُ إليكم في حال تصديقي بما تقدمني من التوراةِ وفي حال