(يَحُور) .
أي يرجع بلغة الحبشة، قاله ابن عباس.
(يخرج من بين الصُّلْبِ والتَرَائبِ) :
الضمير للماء.
وقال ابن عطية: يحتمل أن يكون للإنسان، وهذا بعيد جداً.
(يوم تُبْلَى السّرَائِر) .
يعني تنكشف سرائر العبد التي كانت في قلبه من عقائد ونيّات، وتاللَه لا يجد فيها في هذا الزمان إلا ضغائن وحقائد وخبث طويات.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن السرائِر الإيمان والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة ".
وهذه معظَمها، ولذلك خَصَّها بالذكر، والعامل في (يوم) قوله
(رَجْعه) ، أي يرجعه (يوم تُبلى السرائِر) .
واعتُرض بالفصل بينهما.
وأُجيب بقوةِ المصدر في العمل.
وقيل: العامل (قادر) .
واعتُرض: بتخصيص القدرة بذلك اليوم، وهذا لا يلزم، لأن القدرة وإن كانت مطلقةً فقد أخبر الله أن البعث إنما يقَع في ذلك اليوم.
(يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) .
يعني كيف تنفعه حينئذ الذكرى، وقد انقطعت علائقه.
والإنسان جنس يشمل جميعه، وتذكره إنما هو بنَدمه على تفريطه، ويومئذ بدل من (دُكَّت) ، ويتذكر هو العامل، وهو جواب (دُكَّت) .
(يقول يا ليتني قدَّمْتُ لحيَاتِي) .
أي قدمتُ عملاً صالحاً وقتَ حياتي، فاللامُ على هذا كقولك: كتبت لعشر من الشهر.
وقيل الحياة في الآخرة.
والمعنى: يا ليْتني قدمتُ عملا صالحاً للآخرة.
وكيف ينفَعه هذا القول وقد أخبر الله بعذابه ووثاقه؟!
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) .
قد قدمنا أنَّ النفوس ثلاثة:
لوّامة، وأمَّارة، ومطمئنة، وهي المرادة هنا بالخطاب، لأنها المُوقِنة بحيث