يديه، وقولنا له: أنتَ أنتَ، ونحن نحن، ولا بد لنا من الوصول إليك، فعامِلْنَا بما يعامل به المولى الكريم لعبده اللئيم، فلا فضيحة إلا ونحن أهلها، ولا ستْر إلا وهو أهله، فاسترنا بما نحن أهله بما أنت أهله يا رحيم.
(ما أصحابُ الْمَيْمَنَة) :
هذا ابتداء خبر، وفيه معنى التعظيم، كقولك: زيد ما زيد.
والْمَيْمَنَة يحتمل أن تكون مشتقّة من اليمن، وهو ضدّ الشؤم، وتكون
الْمَشْأمة مشتقة من الشؤم.
أو تكون الميمنة من ناحية اليمين والمشأمة من ناحية
الشمال واليَدُ الشّؤْمَى هي الشمال، وذلك لأن العربَ تجعل الخير من اليمين والشرَّ من الشمال.
أو لأن أهل الجنة يحملون إلى جهة اليمين، وأهل النار يحملون إلى
جهة الشمال.
أو يكون من أخذ الكتاب باليمين أو الشمال.
أو يقال أصحاب الميمنة أصحاب اليمين على أنفسهم، أي كانوا ميامين على أنفسهم، وأصحاب الشمال مشائيم على أنفسهم.
(مَوْضونة) : منسوجة.
وقيل المشتبكة بالدرّ والياقوت.
وقيل معناه متواصلة قد أُدْني بعضها إلى بعض.
(ما أصحابُ اليَمين) :
هذا مبتدأ وخبر، وقصِد به التعظيم، فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده.
ويحتمل أن يكون الخبر في صدر الآية، ويكون (ما أصحاب اليمين) اعتراضاً.
والأول أحسن.
وكذلك إعراب (ما أصحاب الشمال) .
(مَنْضود) .
أي نضّد بالتمر من أعلاه إلى أسفله حتى لا يظهر له ساق.
(مخضود) :
يعني لا شوك فيه، وذلك أن سدر الدنيا له
شوك، فوُصِف سِدْر الجنة بضدّ ذلك.
وقيل المخضود هو الموقر الذي انثنت
أَغصانه من كثرة حمله، فهو على هذا من خضد الغصْنَ إذا ثناه.