للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القولين، لأن سِيَاقَ الكلام يقتضي ذلك وإن لم يتقدم ذكره، فهو كقوله: (إنا أنزلناه في ليلة القَدْر) .

الثالث: أوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى.

والأول أظهر بدليل سؤال عائشة له - صلى الله عليه وسلم -: ما أوحى إليك ربك، فأبى أن يخبرها، فألَحّتْ عليه وأقسمت له باللهِ، فقال: يا عائشة، أوحى إليّ أنه لا يحاسب أمتي غيره لما سألته أن يجعل حسابَهم إليَّ وقال: لا أريد أن يطَّلع على مساويهم أَنتَ ولا غيرك.

وفي رواية: أنت شفيع لهم وأنا رحيمهم، فكيف

تضيع أمةٌ بين شفيع ورحيم.

(ما كذَبَ الفؤاد ما رَأى) ، أي ما كذب فؤاد محمد - صلى الله عليه وسلم - ما رأى بعينه، بل صدق بقلبه أن الذي رأى بعينه حق، والذي رأى هو

جبريل، يعني حين رآه قد ملأ الأفق.

وقيل: الذي رأى ملكوت السماوات.

والأول أرجح: (ولقد رآه نزلة أخرى) .

وقيل الذي رأى هو اللَه تعالى، وقد قدمنا إنكار عائشة رضي الله عنها لذلك.

وسئل - صلى الله عليه وسلم -: " هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: نوراني نراه!

(ما يَغشَى) :

فيه إبهابم لقصد التعظيم.

وفي الحديث قال: "فغشيها ألوان لا أرى ما هي"، وهذا أولى ما تفَسَّر به الآية.

(ما زَاغَ الْبَصَرُ وما طَغَى) .

أي بَصَرُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، أي ما تجاوز مما رأى إلى غيره، بل أثبتها وتيقَّنها.

(مَنَاْة الثالثةَ الأخرى) :

صخرة كانت لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة، وكانت أعظم الأوثان عندهم، لأنه تعالى أكدها بهاتين الصفتين، قاله ابن عطية.

وقال الزمخشري: الأخرى ذمّ وتحقير، أي المتأخرة الوضيعة القدر.

ومنه: (قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ) .

(ما تمَنَّى) :

يعني ليس للإنسان ما تمنّى من الأمور، لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>