(فَتَنَّا سُلَيْمَانَ) :
قد قدمنا أنه لما نظر إلى ملْكه، واستعظمه، بأنْ أَلقى على كرْسيه جسداً، فقيل ولده الذي مات.
وقيل: الصنم الذي اتخذته بنْتُ ملك الروم التي أسرها سليمان ثم تزوجها، وهذه عادَتُه سبحانه مع أنبيائه وأحبابه، ولذلك أمر حبيبه بألا يلتفت إلى غيره غيرةً منه عليه، ولما لم يلتفت إلى غيره قَرَّبَه منه، فكان كقَاب قَوْسين أو أدنى.
(فوَيلٌ للقاسيةِ قلوبُهم من ذِكْرِ الله) :
الويل: وادٍ في جهنم تستعيذ منه كلَّ يوم سبعين مرة، وقد ذكره الله لثمانية عشر صنفاً: اليهود: (فوَيْل لهم مما كتبت أيديهم) .
(ويل لكل أفاك أثيم) .
(وَئلٌ يومئذ للمكذبين) .
و (ويل للمطففين) .
و (ويل لكل همَزة لمَزَة) .
(يا ويلنا إنا كنّا طاغين) .
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) .
(يا ويلنا قد كُنَّا في غفلة من هذا) .
(يقولون يا ويلتنا) .
(ولكم الوَيْل مما تصِفون) .
(يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) .
(وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) .
(وويل للكافرين من عذاب شديد) .
(فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم) .
ولا أظنُّ أحداً في هذا الزمان سلم من هؤلاء الأصناف، وخصوصاً القاسية
قلوبهم مِنْ ذكر الله، فقد اتصفنا بها أجمعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وهذه حالةَ تقتضي ختم القلوب وتغذيها بالحرام الذي يبعد عن المربوب.
(فقضَاهنَّ سبْعَ سَموَاتٍ) :
أي صنعهن، وانتصانبا على التمييز تفسيراً للضمير، وأعاد عليها هنا ضمير الجماعة المؤنثة لأنها لا تعقل.
فإن قلت: قد قال أولاً في يومين، وبعده في أربعة أيام، وهنا في يومين.
وهذا يقتضي أنها ثمانية أيام.