وإنما أخبر الشارع بالتسعة والتسعين في قوله: إن للهِ تسعة وتسعين اسماً مَنْ
أحصاها دخل الجنة.
وسبب نزول الآية أن أبا جهل سمع بعض الصحابة يقرأ، فيذكر الله مرة
والرحمن أخرى، فقال: يزعم محمد أن الإله واحد، وها هو يعبد آلهة كثيرة، فنزلت الآية، مبيّنةً أن تلك الأسماء الكثيرة هي لمسمّى واحد.
والحسنى: مصدر وصف بها، وتأنيث أحسن.
وحسْن أسماءَ الله أنها صفات مَدْحٍ وتعظيم وتحميد، فمنها ما هو للتعلّق، ومنها ما هو للتخلق، فينبغي الاعتناء بتبين معانيها، وبأخذ كل واحد منها حظاً ونصيباً.
(لِلَّذينَ أحْسَنوا الحسْنى وزِيادة) : الحسنى الجنة، والنظر
إلى وجه الله.
وقيل الحسنى جزاء الحسنة بعَشْرة أمثالها، والزيادة التضعيف فَوْق
ذلك إلى سبعمائة.
والأول أصح، لوروده في الحديث، وكثرة القائلين به.
(لولا نزلت سؤرة) ، بالهمز، من أسأرت أي أفضلت من
السؤر، وهو ما بقي من الشراب في الإناء، كأنها قطعةٌ من القرآن.
ومَنْ لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم، وسهَّل همزتها.
ومنهم من شبهها بسورة البناء، أي القطعة منه، أي منزلة بعد منزلة.
وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها
واجتماعها كاجتماع البيوت في السور.
ومنه السِّوَار لإحاطته بالساعد.
وقيل: لارتفاعها، لأنها كلام الله.
والسورة المنزلة الرفيعة، وكان المؤمنون يقولون هذا الكلام على وجه
الحِرصِ على نزول القرآن والرغبة فيه، لأنهم كانوا يفرحون ويستوحشون من إبطائه.
[تنبيه:]
قال الجَعْبَري: حَدّ السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وذي خاتمة.
وأقلها ثلاث آيات.