قد قدمنا سرَّ الإفصاح بأمه، ولم يسمّ امرأة في القرآن
غيرها، وذلك لنفي التهمة، لأن العادة بين الْخَلق ألاَّ يصرح الرجل باسم امرأته، فسمّاها الله باسمها كي لا يظنَّ ظانّ أنها زوجته، وخلقه الله بغير أبِ.
وكلّم الناسَ في الْمَهد ككلامه في حال الكهولة، وعلّمه التوراةَ في بطن أمهَ، وأحيا الموتى على يديه، وأبرأ الأكْمَه والأبْرَصَ، وأكرمه الله بالزُّهد في الدنيا حيث لم يتخذ من الدنيا شيئاً، ولهذا قال عليه السلام:"مَنْ أراد أن ينظرَ إلى زهْد عيسى فلينظر إلى زُهد أبي ذَرٍّ".
وعلمه الخطَّ الجيد، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
الخط عشرة أجزاء: أحدها لجميع الْخَلْق وتسعة لعيسى ابن مريم خاصة.