والاشتغال بالْكَسب لإغناء النفس أفضل من العبادة واحتياجها، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في رجل قالوا له فيه: ما أطول عبادةَ فلان! فقال: مِنْ أين قوته، قالوا: مِنْ عندنا يا رسول الله.
قال: أنتم أعبد منه.
وحكاية الثلاثة نفر المعتكفين في المسجد، وإخراج عمر أحدهم لكونه كان
يسأَل الناس معلومة.
ولمّا بنى إبراهيم عليه السلام البيتَ صلى في كل ركْن منه ألف ركعة.
فأوحى الله إليه: رَغِيف في بطن جَوْعان أفضل عندي من عبادتك هذه (١) .
وفي الحديث إن الله يحبّ المؤمن المحترف، فوصفه بالإيمان، إذ التوكل من
أعمال القلب لا من أعمال اليد.
ويجوز تَركه لمن قوي على ذلك.
والثالث سبب موهوم بعيد، وهذا يقدح فعله في التوكل ثم إن فوق التوكل
التفويض، وهو الاستسلام لأمر الله بالكلّية، فإن التوكل له مرادٌ واختيارٌ.
وهو يطلب مراده باعتماده على ربه.
وأما المفوّض فليس له مراد ولا اختيار، بل أسند الاختيار إلى الله، فهو أكمل أدَباً مع الله.
(منَادِياً) :
هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يدْعو إلى الله، فمن أجابه
دخل داره وأطعمه من مائدته، ومن لم يجِبْه لم يدخلها ولم يأكل من مائدته.
(محْصَنَات) :
الإحصان يَرِد على أوجه: العفَّة: (والذين يَرْمون الْفحْصَنَات) .
والمراد بهن ذوات الأزواج.
والتزوج: (فإِذا أحْصِنَّ فإن أتَيْن بفاحشةٍ) .
والحرية: (نصف ما على المحصنات مِن العذاب) ، فاقتضت الآية حدَّ اِلأمَة إذا زَنتْ بعد أن تزوتجت.
ويؤخذ حدّ غير المتزوجة من السنّة، وهو مثل المتزوجة، وهذا
على قراءة "أَحْصِنَّ" بضم الهمزة وكسر الصاد.
وقرئ بفتحهما، ومعناه أسلمن.
وقيل: تزوَّجْنَ.
(مسَافِحات) :
أي غير زانيات، لأن السفاح هو الزنى، وهو منصوب على الحال، والعامل فيه (فانكحوهن) .