(كَرَّتيْن) ، أي انظر نظراً بعد نظر للتثبت والتحقق.
وقال الزمخشري: معنى التثنية في كرتين التكثير لا مرتين خاصةً، كقولهم لبَّيْك، فإن معناه إجابات كثيرة.
(كان مِقْداره خمسين ألف سنة) .
اختلف في هذا اليوم على قولين:
أحدهما: أنه يوم القيامة.
والآخر: أنه في الدنيا.
والصحيح أنه يَوْم القيامة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث مانع الزكاة: ما من صاحب ذهبٍ ولا فضّة لا يؤَدّي زكاتها إلا صفحت له صفائح من نارٍ، يكوَى بها جبينه وجَنْبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقْضَى بين العباد.
ثم اختلف هل مقداره خسون ألف سنة حقيقة، وهذا هو الأظهر.
أو هل وصف بذلك لشدة أهواله، كما يقال: طويل، إذا كانت فيه مصائب وهموم.
وإن قلنا: إنه في الدنيا فالمعنى أن الملائكة والروح يعرجون في يوم لو عرج
فيه الناس لعرجوا في خمسين ألف سنة.
وقيل الخمسون ألف سنة هي مدة الدنيا
والملائكة تنزل وتعرج في هذه المدة.
وهذا كله على أن يكون قوله: (في يوم)
صفة للعذاب، فيتعيّن أن يكون اليوم يوم القيامة.
والمعنى على هذا مستقيم.
(كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ) .
شبَّه السماء بالمهل، وهو درْدِيّ الزيت، في سوادها، وانكدار أنوارها يوم القيامة، أو هو ما أذيب من الفضة وشبهها، شبه السماء به في تلوّنه، وشبّه الجبال بالعهن وهو الصُّوف المصبوغ ألواناً، فيكون التشبيه في الانتفاش وفي اختلاف الألوان، لأن الجبال منها سود ومنها بيض.
(كبَّاراً) - بتشديد الموحدة أبلَغ من الكبار بالتخفيف.
والكبَار المخفف أبلغ من الكبير.