فأعِيد الضمير للصلاة، وقيل للاستعانة المفهومة من (استعينوا) .
و (جعل الشمْسَ ضياءً والْقَمر نُورا وقَدَّرَه منازِلَ) ، أي القمر، لأنه
الذي يعلم به الشهور.
(وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ، أي يرضوهما، فأفرد، لأن داعِيَ الرسول هو دَاعِي العباد، والمخاطب لهم شفاهاً.
ويلزم من رِضاه رضا ربَّه تعالى.
وقد يثنَّى الضمير ويعود على أحد المذكورين، نحو: (يخْرُجُ منهما اللؤْلؤُ
والمرجَان) ، وإنما يخرج من أحدهما.
وقد يجيء الضمير متصلاً بشيء، وهو لغيره، نحو: (ولقد خلَقْنَا الإنسانَ
من سُلاَلةٍ من طين) ، يعني آدَم، ثم قال: (ثم جعَلْنَاهُ نُطفَةً) ، فهذا لولده، لأن آدَم لم يخلق من نُطْفة.
قلت: هذا هو باب الاستخدام، وقد قدّمْنَاه، ومنه: (لا تَسألُوا عن أشياءَ
إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم) ، ثم قال: (قد سألها) ، أي أشياء أخر مفهومة من لفظ أشياء السابقة.
وقد يعود الضمير على مُلاَبس ما هو له، نحو: (إلًا عَشِيَّة أو ضُحَاها) ، أي ضحى يومها لا ضحى العشيَّة نفسها، لأنه لا ضُحى لها.
وقد يعود على غير مشاهَدٍ محسوس، والأصلُ خلافه، نحو: (إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، فضمير له عائد على الأمر، وهو إذ ذاك غَيْر موجود، لأنه لما كان سابقا في عِلْمِ الله كونه، كان بمنزلة المشاهد الموجود.
[قاعدة في عود الضمير]
الأصلُ عَوْده على أقرب مذكور، ومِنْ ثَمّ أخّرَ المفعول الأول في قوله:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) .