والضمير يعود على مريم، وزكريا كان زوج خالتها.
وقيل: زوج أختها.
وقرئ كفَّلها - بتشديد الفاء ونصب زكرياء، أي جعله الله كافلها.
(كَرّة) : أي رجعة.
ومنه: (لو أنَّ لنا كرّةً) .
وقوله: (ثم ردَدْتا لكم الكَرّة عليهم) ، أي الدولة والغلبة على الذين
بعثوا عليكم.
ويعني رجوع الملك إلى بني إسرائيل، واستنقاذ أسراهم، وقتل
بخت نصّر.
وقيل قتل داود جالوت.
(كاظِمين الغَيْظَ) : حابسين الغَيْظَ.
(كبِر) - بكسر الباء - يكبَر - بالفتح - في المضارع.
وكَبر الأمْر - بالضم - في الماضي والمضارع.
وكُبَر بضم الكاف وفتح الباء جمع كبْرى.
وكباراً - بالضم والتشديد: كبير، مبالغة.
والكِبْر: التكبّر.
وكُبْر الشيء - بكسر الكاف وضمها: معظمه.
والكبرياء: الملك والعظمة.
والمتكبِّر: اسم الله تعالى، وبمعنى العظمة.
وكان لامرأة زكرياء ثمان وتسعون سنة، فاستبعد ذلك في العادة مع علمه
بقدرة الله تعالى على ذلك، واستبعده، لأنه نادر في العادة وقيل: سأله وهو
شاب، وأجيب وهو شيخ، فاستبعده لذلك (١) .
(كذلك الله) : أي مثل هذه الفعلة العجيبة يفعل ما يشاء، فالكاف لتشبيه أفعاله العجيبة بهذه الفعلة، والإشارة إلى هبة الولد لزكرياء.
واسم الله مرفوع بالابتداء، و (كذلك) خبره، فيجب وصله معه.
وقيل: إن الخبر يفعل ما يشاء.
ويحمل (كذلك) على وجهين:
أحدها - أن يكون في موضع الحال من فاعل يفعل، والآخر أن يكون في موضع خبر مبتدأ محذوف، تقديره الأمر كذلك، أو أنْتُما كذلك.
وعلى هذا يوقف على كذلك.
والأول أرجح، لاتصال الكلام، وارتباط قوله: (يفعل ما يشاء) مع ما قبله، ولأن له نظائرَ كثيرة في القرآن، منها قوله: (وكذَلِك أخْذ رَبِّكَ) .
(١) استبعاد مثل ذلك شك في قدره الله تعالى - وهو كفر لا يليق بالأنبياء - والذي عليه المحققون أنه قال ذلك تعجبا من باهر قدرة العلي القدير. والله أعلم.