واستعمال اللفظ الواحد في معنيين جائز للآية: إن الله وملائكته يصلّون على النبي.
ويقرب ذلك هنا، لأن المراد ذكر أحد أصناف الكفَّار.
(مَنْ أخذَتْه الصَّيْحة) : كثمود، ومَدْين.
(مَنْ خَسَفْنَا به الأرْضَ) : كقارون وأصحابه.
(مَنْ أغرقنا) : قوم فرعون وقوم نوح.
(مثَل الذين اتَّخَذوا مِنْ دون اللَهِ أوْلياءَ كمثَلِ العَنْكَبوتِ) .
شبّه الله الكفارَ في عبادتهم الأصنام بالعنكبوت في بنائها بيتا ضعيفاً.
فكما أنَّ ما اعتمدت عليه العنكبوت من بيتها ليس بشيء كذلك ما اعتمدت
عليه الكفَّار من آلهتهم ليس بشيء، لأنهم لا ينفعون ولا يضرون.
(ما يَدْعونَ مِنْ دونه مِنْ شيء) :
(ما) موصولة بمعنى الذي مفعولة للفعل الذىِ قبلها، أو هي نافية والفعل معلّق عنها، والمعنى على هذا: ألستم تدعون من دونه شيئاً له بالٌ، فيصح أن يسمى شيئاً.
(مَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) .
في هذه الآية احتجاج على أنَّ القرآن من عند الله، لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقرأ ولا يكتب، ثم جاء بالقرآن.
واختلف هل كتب بيده - صلى الله عليه وسلم -، والصحيح أنه
كتب في عمرة الْحدَيْبية اسمه - صلى الله عليه وسلم - لما طلب منه عمر أن يغيِّر محمد رسول اللَه
فأَبى عليٌّ من تغييره وقال: والله لا أغيِّر اسمك لأجل قريش.
وقد ألف الباجي فيه تأليفاً.
فإن قلت: ما فائدة قوله: (بيمينك) ؟
فالجواب أنَّ ذلك تأكيد للكلام وتصوير للمعنى المراد.
(مَوَدةً ورحمةً) : يعني الجماع، ورحمة: الولد.
والعموم أحسن وأبلغ.