(ما حَوْلَكُمْ مِنَ القُرَى) :
يعني بلادَ عادٍ وثمود وغيرها.
والمراد إهلاك أهلها.
(مَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ) .
يحتمل أن تكون من كلام الله تعالى.
والمعنى: ليس بمعجز في الأرض، لا يفوت.
(مَوْلى الَّذينَ آمَنوا) .
أي وليّهم وناصرهم، وكذلك: (وأَنّ الكافرين لا مَوْلَى لهم) .
ولا يصح أن يكون الولى هنا بمعنى السيد، لأن الله تعالى مولى المؤمنين والكافرين بهذا المعنى، ولا تعارض بين هذه الآية وبين قوله: (ورُدُّوا إلى الله مولاهم الحقِّ) ، لأن معنى الولى مختلف في الموضعين، فمعنى مولاهم الحقّ ربهم، وهذا على العموم في جميع الخلق، بخلاف قوله: (مَوْلَى الذِين آمَنوا) ، فإنه خاص بالمؤمنين، لأنه بمعنى الولي الناصر.
(مَنْ يَبْخَلْ فإنما يبْخَل عن نَفْسه) .
أي إنما ضرر بخْله على نفسه، فكأنه بخل على نفسه بالثواب الذي يستحقه بالإنفاق.
(فَمَنْ نكثَ فإنما يَنْكثُ عَلَى نَفْسِه) ، أي نقض البيعة.
(مَعَرّةٌ بغير عِلْم) .
أي تصيبكم مِنْ قتلهم كراهةٌ ومشقّة.
واختلف هل يعني الإثم في قتلهم، أو الدية، أو الكفارة، أو الْمَلاَمة، أو عَيْب الكفار لهم بأن يقولوا: قتلوا أهل دينهم، أو تألم نفوسهم من قَتْل المؤمنين، وهذا أظهر، لأنَّ قَتْلَ المؤمن الذي لا يُعلم إيمانه - وهو بين أهل الحرب - لا إثم فيه ولا دية ولا ملامة ولا عيب.
(مَعْكوفاً أنْ يَبْلغَ مَحِلَّه) :
كان - صلى الله عليه وسلم - قد ساق عام الْحديبية مائة بَدَنَةٍ فقَلّده.
وقيل سبعين، ومنعه المشركون من الوصول إلى مكة
(ومَحِلّه) موضع نَحْرِه، يعني مكة والبيت.
ومعكوفاً حال من الْهَدْي.
وأن يبلغ مفعول بالعكفِ.
والمعنى صدّوكم عن المسجد الحرام، وصدّوا الْهَدْي عن أن
يبلغ محله، أو حبس المسلمين للهَدْي بينما ينظرون في أمرهم.