الآيات هنا المعجزات، كقلب العصا حيَّة، وإخراج اليد بيضاء.
وقيل البراهين والحجج العقلية، والأول أظهر.
ومعنى أكبر من أختها: أنها في غاية الكبر والظهور، ولم يرد تفضيلها على
غيرها من آياته، إنما المعنى أنك إذا نظرت وجدتَ كبيرة، وإذا نظرت غيرها
وجدت كبيرة، فهو كقول الشاعر:
" مَنْ تَلْقَ منهم تَقلْ لقيت سَيِّدهم "
هكذا قال الزمخشري.
ويحتمل عندي أن يريد: ما نريهم من آية إلا هي أكبر مما تقدمها، فالمراد
أكبر من أختها المتقدمة عليها.
(مَهين) : المراد بذلك موسى، ووصفه فرعون بالضعيف الحقير.
(ملائكة في الأرْضِ يَخْلُفون) :
في معناها قولان:
أحدهما: لو نشاء لجعلنا بدلاً منكم ملائكةً يسكنون الأرضَ ويخلفون فيها بني
آدم، فقوله: (منكم) متعلق ببدل المحذوف: أو ب (يخلفون) .
والآخر: لو نشاء لجعلنا منكم ملائكة، أي لولدنا منكم أولادا ملائكة
يخلفون أولادكم، فإنا قادرون على أن نخلف من أولاد الناس ملائكة، أفلاْ
تذكرون خَلْقَنا عيسى من غير والد وأنتم مقِرّون به.
(ماكِثُون) : دائمون.
(مَنْ شهد بالحقِّ وهم يَعْلَمُون) :
اختلف هل يعني بمن شهد بالحق الشافع أو المشفوع فيه، فإن أراد المشفوع فيه فالاستثناء منقطع.
والمعنى لا يملك المعبودون شفاعة، لكن من شهد بالحق وهو عالم به فهو الذي يشفع فيه.
ويحتمل على هذا أن يكون (من شهد) مفعولا بالشفاعة على إسقاط
حرف الجر، تقديره: الشفاعة فيمن شهد بالحق، وإن أراد بمن شهد بالحق الشافع