عليها، ولا منفعة لنا في غيرها، ولو كانت لنا فيها منفعة فالسموات أعظم
لخدمتهن، والاستدلال بكواكبهن، وخدمة أهلهن لنا كما قدمنا.
(فاعْبدوه) :
مسبَّب عن مضمون الجملة، أي من كان هكذا فهو المستحقُّ للعبادة وحده.
(فكلُوا مما ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عليه) :
أباحت هذه الآية أكْلَ ما ذُكر اسمُ الله عليه، والنهي عما ذبح للنّصُب وغيرها، وعن الْمَيْتَة.
وهذا النهي يقتضيه دليل الخطاب من الأمر، ثم صرح به في قوله: (ولا تَأكُلُوا مِمَّا لم يُذْكَرِ اسْم الله عليه) .
وقد استدل بذلك مَنْ أوجب التسميةَ على الذبيحة، وإنما جاء الكلام في سياق تحريم الْمَيْتَة وغيرها، فإنْ حملناه على ذلك لم يكن فيه دليل على ذلك.
وقال عطاء: هذه الآية أمْرٌ بذكر الله على الذبح والأَكل والشرب.
(فما كانَ لِشُرَكَائهم فلا يَصِلُ إلى الله) :
كانوا إذا هبّت الريح فحملت شيئاً من الذي لله إلى الذي للأصنام أقَرُّوه، وإذا حملت شيئاً من الذي للأصنام إلى الذي لله ردُّوه، وإذا أصابتهم سنَةٌ أكلوا الذي لله وتحامَوْا نصيب شُرَكائِهم، وهذا من جَهْلهم.
ولهذا رد الله عليهم بقوله: (ساء ما يَحْكمُونَ) .
(فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ البالغَةُ) :
لما أبطل حجّتهم أثبت حجة الله، ليظهر الحق، ويبطل الباطل.
(فإنْ شَهدُوا فلا تَشْهَد مَعَهُم) ، لأنهم يكذبون في شهادتهم، ونسبتهم لله ما لا يليق به، فكيف تشهد يا محمد وأنتَ على الحق.
(فَالق الحبّ والنوَى) :
أي يفرق الحبّ تحت الأرض، والحنطة لخروج النبات منها، ويفلق النوى لخروج الشجر منها.
وقيل أراد الشق الذي في النواة والحنطة.
والأول أرجح لعمومه في أصناف الحبوب.
(فالق الإصْبَاح) :
أي الصبح، فهو مصدر سُمِّي به الصبح.