ليعقوب، (سوفَ أستغْفِرُ لكم رَبّي) .
وليلة المعرفة للخليل:
(فلما جَنَّ عليهِ الليلُ) ، وليلة المؤانسة والمحبة: ليلة الإسراء:
(سبحان الذي أسْرَى بعَبْدِه) ، أكرمك الله يا محمديّ بسحر
كلِّ ليلة تنَاجِي فيها ربَّك، فقمْ على قدَم الاعتذار كاشفَ رأس الافتقار.
مخاطبا بلسان الفقر والاضطرار، ملقياً عن ظهَرك حمل السيئات والأوزار، مقنَّعاً بقناع الرجاء والندم والاستففار: إن لم تغفر لي فمَنْ يغفر لي!
إن لم تتبْ عليَّ فمن يتوب علي، إن لم ترحمني فمن يرحمني إذا غضبتَ عليَّ؟ ومَنْ يأويني إذا أعرضتَ عني، أنتَ العزيز، وأنا الذليل، أنتَ الغنيّ وأنا الفقير، وأنْتَ القويُّ وأنا الضعيف، وعزتِك ما يزيد في خزانتك ما منعتني، ولا ينقص منها ما أَعطيتني، إن تعف عني فأنْتَ أهل لذلك، وإن تعاقِبْني فبِمَا قدمت يدايَ، وما أنت بظالم للعبيد.
فيا أكرم مَنْ أقرَّ له بذنب، ويا أعزّ مَنْ خضِع له بذلٍّ.
بكرمك أقررتُ لكَ بذنبي، بعزّتك خضعْت لك بذلّي، فلك الْمنَّة عليَّ يا مَنْ قلَّ له شكري فلم يحرمني، ويا مَنْ قل له صَبْري فلم يَخْذلني، ويا من تقويت بنعمته على المعاصي فلم يعاقبني، ويا مَنْ رآني على الخطايا فلم يفْضَحْني، أقِلْ عثرتي بِجَاهِ نبيك الكريم عليك صلَّى الله عليه وسلم.
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ) :
هذا الضمير عائد عليه - صلى الله عليه وسلم.
وقرئ بالمحفض والنصب في السبع، فأما الخفض فهو معطوف
على لفظ (الساعة) ، ويحتمل أن يكون معطوفاً على قوله (بالحق) .
وأما النصب فهو معطوف على: (سرَّهم ونجْوَاهم) .
وقيل هو معطوف على موضع الساعة، لأنها مفعول أضيف إلى المصدر.
وقيل معطوف على مفعول: (يكتبون) .
وهو محذوف تقديره يكتبون أقوالهم، وقيله.
وقرئ في غير السبع بالرفع على أنه مبتدأ: وخبره ما، بعده.
وضَعّفَ الزمخشري ذلك كلَّه، وقال: إنه من باب القسم، فالنصب والخفض على إضمار حرف القسم، كقولك: الله لأضربنَّ زيداً.
أو الرفع كقولهم: أيم الله، ولعمْرك، وجواب القسم - قوله (إنَّ هؤلاء قوْمٌ لا يؤمنون)