واختلف في معنى مرجِهما، فقيل جعلهما متجاورين متلاصقين.
وقيل: سال أحدهما في الآخر.
وأما قوله تعالى: (وخلق الجانَّ مِنْ مَارجٍ مِن نار) .
فمعناه أنه خلق إبليس من اللهب المضطرب من النار.
(ما الرَّحْمَنُ) :
لما ذكر الرحمن في القرآن أنكرَتْه قريش، وقالوا: لا نعرف الرحمن.
وكان مسَيْلمة الكذَّاب قد تسمى بالرحمن، فقالوا على
وجه المغالطة: إنما الرحمن الرجل الذي باليمامة.
(مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يلْقَ أثَاماً) :
أي عقاباً، وقيل الأثام الإثم، فمعناهُ يلْقَ جزاء أثام.
وقيل الأثام وادٍ في جهنم.
والإشارة بقوله ذلك إلى ما ذُكر من الشرك باللهِ، وقَتْل النفس بغير حق، والزنى.
(من تاب) :
إن قلنا إن الآية في الكفار فلا إشكال فيها، لأن الكافر إذا أسلم صحَّت توبَتُهُ من الكفر والقَتْل والزنى.
وإن قلنا: إنها في المؤمنين فلا خلافَ أنَّ التوبةَ من الزنى تصح.
واختلف هل تصح توبة المسلم من القتل أم لا.
(مَتَاباً) :
مقبولاً مرضيّاً عند الله، كما تقول: لقد قلت يا فلان قولاً، أي قولاً حسناً.
(مَرّوا باللَّغْوِ مَرّوا كِرَاما) :
اللغْوُ هو الكلام القبيح على اختلاف أنواعه، ومعنى مَرّوا كراماً: أعرضوا عنه واستحيوا، ولم يدخلوا مع أهله، تنزيهاً لأنفسهم عن ذلك.
(مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) :
يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية، وفي معنى الدعاء هنا ثلاثة أقوال:
أحدها: لا يُبَالي الله بكم لولا عبادتكم له، فالدعاء بمعنى العبادة، وهذا
قريب من معنى قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) .