(مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ) .
قد قدمنا في غير ما موضع أن هذا إنعاء على المشركين، لأنهم يدعون الله في الشدائد، ويشركون به في الرخاء.
(مَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ) .
هذه الآية معناها كالذي تقدم في قوله: (يَمْحَق اللَّهُ الرِّبَا ويربِي الصَّدَقَاتِ) ، ومعناها ما أعطيتم من أموالكم على وجه الربا فلا يَزْكُو عند الله، وما آتيتم من الصدقات فهو الذي يزكو عند الله وينفعكم به.
وقيل المراد أن يهب الرجل أو يُهْدي له ليعوضه أكثر من ذلك، وإن كان
جائزاً فإنه لا ثواب فيه.
وقرئ: وما آتيتم بالمد بمعنى أعطيتم.
وبالقصر بمعنى جئتم به، أي فعلتموه.
وقرئ لتُربوا - بضم التاء.
وليربوَ - بالياء مفتوحة ونصب الواو.
(من يُسْلِمْ وَجْهَة إلى الله) : الوجه هنا عبارة عن القصد.
يعني يستسلم وينقاد لربوييّته.
(ما في الأرض مِنْ شَجَرةٍ أقْلام..) .
إخبار بكثرة كلمة الله، والمرادُ اتساع عِلْمِه، ويعني أنه لو كانت شجرة الأرض أقلاماً والبحور مِدَاداً تصبّ فيه صَبّاً دائماً، وكتبت بذلك كلمات الله لنفدت الأشجار والبحار ولم تنفد كلمات الله، لأن الأشجار والبحار متناهيةٌ، وكلمات الله غير متناهية.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يقل: (والبحر مداداً) ، كما قال في الكهف؟
فالجواب أنه أغنى عن ذلك قوله: "يَمدّه"، لأنه من قوله مدّ الدواة
وأَمدها.
فإن قلت: لِمَ قال من شجرة ولم يقل من شجر - باسم الجنس الذي يقتضي العموم؟