للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخاشعون جمع الخاشع، وهو الوصف من خَشَعَ، وأصل الخشوع في لغة العرب الانخفاض في طمأنينة، فكل منخفضٍ مطمئن تسميهِ العربُ خاشعًا، ومنه قول نابغة ذبيان:

توهَّمتُ آيات لها فعرفتُها ... لستةِ أعوامٍ وذا العامُ سابعُ

رمادٌ ككحْلِ العينِ لَأْيًا أبينُهُ ... ونؤيٌ كجذمِ الحوضِ أثلمُ خاشعُ

أي: منخفض مطمئن، هذا أصل الخشوع في لغة العرب، وهو في اصطلاح الشَّرع: خشية تداخل القلوب تظهر آثارها على الجوارح، فتنخفض وتطمئن خوفًا من خالق السماوات والأرض، والمعنى أن الصلاة صعبة شاقَّة على غير مَنْ في قلوبهم الخوف من الله.

ويدل لذلك شدة عظمها على المنافقين كما قال جلَّ وعلا: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢] , وقال جلَّ وعلا: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٥] وقوله: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} [البقرة: ٤٦] الذين في محل خفض نعت للخاضعين؛ أي: (إلَّا على الخاشعين الذين يظنون أنَّهم).

والظن هنا معناه: اليقين على التَّحقيق، خلافًا لمن شذَّ وزعم أنَّه

<<  <   >  >>