إذا: ظرف في معنى الشَّرط، العامل فيه دائمًا جزاءُ الشرط لا فعلُ الشَّرط، وهو من الأسماء الملازمة للإضافة إلى الجمل؛ إلى جمل الأفعال خاصَّة كما قال في الخلاصة:
وألزموا إذا إضافةَ إلى ... جُمَلِ الأفعالِ كهنْ إذا اعتلى
و {لَقُوا} أصله: لقيوا فَعِلوا، والقاعدة المقرَّرة في التصريف: أن كلَّ فعل ناقص أعني معتلَّ اللَّام سواء كان واويَّ اللَّام أو يائيَّ اللَّام، إذا أُسنِد إلى واو الجماعةِ أو ياء المؤنَّثة المخاطبة، وجب حذفُ لامه المعتلَّة بقياس مطَّرد، فحُذفتْ هذه الياء التي هي لام الكلمة، وأُبدلت كسرةُ القاف ضمَّةً لمجانسةِ الواو، فأصله: لقيوا على وزن فَعِلوا، ووزنه الحالي:{وَإِذَا لَقُوا} فَعُوا؛ لأنَ الياء التي في موضع اللَّام حذفت لإسناد الفعل النَّاقص إلى واو الجماعة كما هو مقرَّرٌ في التّصريف.
و {الَّذِينَ آمَنُوا} في محل نصب مفعول به لقوا، والمعنى أنَّ هؤلاء الطائفة من المنافقين إذا اجتمعوا بالمؤمنين -النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه- قالوا آمنا أي ذكروا لهم أنَّهم آمنوا نفاقًا، وبينوا لهم أنَّ النبيَّ المنتظر والمبشر به أنَّ صفاته في كتبهم منطبقة على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - هذا معنى قوله:{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}.