للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علم التوراة، ممَّا خَفِي عليهم ليكون حجةً لهم عليكم عند الله يوم القيامة أنَّكم أقررتم بأنَّهم على حق وخالفتموهم ولم تتبعوهم.

ثم إن الله ذكر طائفةً ثالثةً، وهي الطائفة الجاهلة التي لا تدري، وإنما تسمع كلامًا فتقلد فيه تقليد الأعمى، قال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} الأمي: هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، أي: طائفة جاهلية لا يكتبون الكتب، ولا يقرأون ما في الكتب لا يعلمون الكتاب الذي هو التَّوراة ولا غيره من الكتب.

وقوله: {إِلَّا أَمَانِيَّ} فيه وجهان معلومان عند أهل التفسير؛ أحدهما: تبعدُهُ قرينةٌ في نفس الآية، أمَّا القولان المعروفان أنَّ المراد بالأماني هنا: جمعُ أمنية بمعنى القراءة، والعرب تطلق الأمنية على القراءة، وهو معنى معروفٌ في كلام العرب، تقول العرب: تمنَّى إذا قرأ، ومنه قول حسَّان:

تمنَّى كتابَ اللَّهِ آخرَ ليلهِ ... تَمَنَّيَ داودَ الزَّبورَ على رسْلِ

وقول كعب بن مالك أو حَسَّان:

تمنَّى كتابَ اللهِ أوَّلَ ليلةٍ ... وآخرَها لاقى حِمامَ المقادرِ

فمعنى تمنَّى قرأ، وعلى هذا فالاستثناء متصلٌ، وتقرير المعنى: لا يعلمون من الكتاب إلا قراءةَ ألفاظٍ ليس معها تفهُّمٌ وتدبُّرٌ لما

<<  <   >  >>