للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النّاحية الشمالية الغربيّة لآتيك ببيت شعر لأحد من أهل الشّرقيّة أحسنَ منه في المعنى البلاغيّ والقريض، وخذ من عصر محمد ابن الطلبة منهم.

فقال الشَّيخ المختار بن حامِدُنْ: وحتَّى من عصر محمَّد بن الطُّلبة! والله لقد أفسحتَ في المجال، كيف أنت إذًا وبيت محمَّد بن الطلبة من قصيدته الميميَّة التي تُحاكي ميمة حُميد بن ثور، والتي يقول فيها:

ووَجْهًا كأنَّ البدرَ ليلةَ أربعٍ ... وعَشْرٍ عليهِ ناصلًا قد تَهَمَّما

فقالَ الشَّيخُ عليه رحمة اللَّه: أتعلم أنَّ الوجه جِرمٌ متحيِّزٌ، وأن البدرَ هو الآخَرُ جِرْمٌ كذلك، وأنَّ الجرمين إذا تقابلا أقصى ما يكونُ بينهما أن يُلقي أحدهما ضوءَهُ على الآخر من غير أنْ يتحلَّلَ شيءٌ من أحدهما بالثَّاني؟

قال ابن حامِدُنْ: صدقت.

فقال الشَّيخُ محمَّد الأمين: أتعلم أنَّ الشمسَ أجملُ من البدرِ، وأنَّ أجمل أوقاتها الأصيل.

قال ابن حامِدُنْ: نعم.

<<  <   >  >>