للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخُنا: أتعلم أنَّ شمسَ الأصيلِ إذا أُذيبتْ، ودُهِنَ بها وجهٌ امتزجَتْ به امتزاجًا؟

قال ابن حامِدُنْ: نعم.

قال الشَّيخُ محمَّد الأمين: فإنَّ صاحبَ أهلِ المنطقة الشَّرقية يقول:

وكأنَّما شَمسُ الأصيلِ مُذابَةً ... تَنْسابُ فوقَ جَبينِها الوَهَّاج

فَما كان من ابن حامِدُنْ إلا أنْ قال: يا أخي إني ابن ستًّ وخمسين سنة، ومنذ عرفت نفسي والشُّعراء والمتشاعرون يعرضون عليَّ من قيلهم؛ فأُبدي لهم استحسانًا مُجامَلةً لا أدري ما أنا قائلٌ فيه لله.

أمّا الآنَ فإني أستحسنُ هذا البيت الَّذي سمعتُهُ استحسانًا لا أخشى منه إثمًا بإذن الله. هكذا حدَّثني شيخي -رحمه اللهُ- عن هذا المجلس.

وهذا البيتُ من جيميَّة شيخنا؛ التي هي آخر ما قاله من الشِّعر، ولقد سألتُهُ -عليه رحمة الله- عن أولِ بيت قالَهُ من الشِّعر، وعن آخر بيتٍ قاله؛ فقالَ: "الله يهديك، دعني من هذا"؛ فأَمَّنْتُ على دعائه وقلت: لابد لي من ذلك.

<<  <   >  >>