فقالَ: أَوَّلُ بيتٍ قلتهُ وأنا مُراهِقٌ، بلغني أنَّ الشَّيخَ محمدو سالم بن الشِّيْن الحسني موجود بحيِّ أهل أتفاقَهْ بغيضة الظباعية، فقصدته أريد أنْ أقرأ لاميَّةَ الأفعالِ في الصَّرفِ لابن مالكٍ، فلما قدمتُ الحيَّ، وجدتُ معه خلقًا كثيرًا من طلبة العلم فاختلطتُ بهم، وسمعتُهُ يسألُ عني، فلم يجد من يُعَرِّفُني له فقلتُ على البديهةِ مُعَرِّفًا بنفسي:
هذا فتىَ من بني جاكانَ قد نَزَلا ... بهِ الصِّبا عن لسانِ العُرْبِ قد عَدَلا
وقد أتى اليومَ صَبًّا مُولَعًا كَلِفًا ... بالحمدُ للَّهِ لا أَبغي بهِ بَدَلا (١)
فقالَ الشَّيخُ محمَّدو سالمَ:"نعم، وبكلِّ سرور"، أو قال قولًا معناه هذا. قال شيخنا: إلا أنَّه لم يَفِ بوعدِه حيث إنِّي طلبتُ منه التريُّثَ لي زمنًا قليلًا حتَّى أرجعَ إلى أهلي؛ فآخذ معي زادًا أتَزَوَّد به للسَّفَر معه، ولما رجعت وجدتهُ سافرَ من ذلك الحي ولا يعلمونَ أين توجَّهَ، فرجعتُ إلى أهلي، والحمد لله.
(١) أوردتُ البيتَ الرابع ثقةً بنقل أخي الشيخ عطية -رحمه اللهُ- له، والعهدةُ عليه في ذلك؛ لأني لم أسمعه من الشيخ عليه رحمة الله عندما حدثني بهذه القصَّة.