ومَنْ قال: إنَّه في القلب وحده، وليس في الدّماغِ منه شيء، فقوله هو ظاهر كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقم دليل جازمٌ قاطعٌ من نقلٍ ولا عقلٍ على خلافه.
ومَنْ جَمَعَ بين القولين فقوله جائزٌ عقلًا، ولا تكذيب فيه للكتاب ولا للسُّنة، ولكنَّهُ يحتاجُ إلى دليل يجب الرجوع إليه، ولا دليل عليه من النقل، فإنْ قام عليه دليلٌ من عقل، أو استقراءٌ محتَجٌّ به فلا مانع من قبوله، والعلم عند الله تعالى، وهذا ما يتعلَّق بالمسألة الأولى.
جواب المسألة الثانية:
٢ - وأمَّا الجواب عن المسألة الثانية، فهو أنّ ما ذكرتم من أنَّ القرآن فرَّقَ بين المشركين وبين أهل الكتاب، واستشهدتم لذلك بآية المائدة:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} الآية [المائدة: ٨٢] فهو كما ذكرتم؛ لأنَّ العطف يقتضي بظاهره الفَرْقَ بين المعطوف والمعطوف عليه.
وقد تكرَّر في القرآن عطفُ بعضهم على بعض كالآية التي تفضَّلْتُمْ بذكرها، وكقوله تعالى:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} الآية [البينة: ١]، وقوله تعالى: {إِنَّ